من أسوار الملاعب
حسين جلال
فلومو… أوع تلومو!
حوّل الهلال تأخره بهدف في الشوط الأول إلى فوز مثير بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام كيغالي، في مباراة ممتعة قدم فيها “سيد البلد” واحدة من أجمل عروضه هذا الموسم. سجل أهداف الهلال كل من كولي بالي، وأرنست لوزولو، فيما خطف القيصر الصاعد بقوة في سماء الكرة الإفريقية، الليبيري إيمانويل فلومو، الأضواء بإحرازه “هاتريك” كامل في الشوط الثاني.
نجح المدير الفني ريجي كامب في قراءة المباراة بصورة مثالية، وطبق تكتيكاً فعالاً اعتمد على الضغط العالي والدفاع المتقدم، مع الضغط من خط المقدمة على دفاعات المنافس. الروماني كان حاسماً في التحول من الأسلوب البطيء والخامل إلى البناء السريع من الخلف، عبر تمريرات قصيرة متقنة، واسترداد أسرع للكرة، والوصول إلى مرمى الخصم بسلاسة واضحة.
رغم أن الشوط الأول انتهى بالتعادل، إلا أن الهلال قدم خلاله فترات مميزة، لفتت فيها الأنظار حيوية وسط الملعب، خاصة في التمرير دون تعقيد من باتريوس، ماديكي، وفوفنا، إلى جانب الضغط العالي من لاعبي الوسط والمهاجمين على دفاعات كيغالي. كما أعجب الأداء بالارتداد العكسي السريع، وهو ما يؤكد نجاح ريجي كامب في تطبيق أكثر من أسلوب لعب، سواء أمام التكتل الدفاعي، أو الضغط المتوسط، أو الضغط العالي، وهي استراتيجية لم تنجح الأندية الرواندية حتى الآن في مجاراتها، إذ اعتادت اللعب بدفاع متأخر وكتلة منخفضة أمام الهلال.
دخل الهلال المباراة بطريقة 4-3-3، برباعي دفاع مكوّن من ضيوف وسيمبو في العمق، لوزولو في الجانب الأيسر، وإيبولا في الجهة اليمنى. وفي الوسط لعب الثلاثي باتريوس، فوفنا، وماديكي، بينما قاد الهجوم كولي بالي، أحمد سالم، وصنداي. وقدمت الفرقة الزرقاء سيمفونية كروية جميلة في تبادل التمريرات والاختراقات، خاصة من سالم وكولي بالي، مع تحركات صنداي وتبادله للمراكز في صناعة اللعب.
أضاع صنداي أكثر من ثلاث فرص شبه مؤكدة، فيما لم يُخفِ المالي كولي بالي بريقه كمصدر خطورة دائم، إلى جانب اليافع صاحب التوغلات القوية. وحتى الهدف الأول لكيغالي جاء نتيجة خطأ فردي، واتكالية في ازدواجية الأدوار بين مازن سيمبو وضيوف، إضافة إلى قلة تركيز من الحارس.
وبعد اطمئنان ريجي كامب على نتيجة المباراة، أجرى عدة تبديلات بهدف المداورة وتجهيز الفريق للاستحقاقات المقبلة محلياً وإفريقياً، فأخرج أحمد سالم، باتريوس، كولي بالي، وصنداي، وأشرك مازن فضل، تايو، يوسف كابوري، وكول. ومع هذه التغييرات، خرج كيغالي من مناطقه لتقليص الفارق بعد إدراكه الخسارة بثلاثية، فتباعدت الخطوط، خاصة بعد خروج سالم وبتريوس، وظهرت المساحات في عمق وسط الملعب، ما مكّن كيغالي من تسجيل الهدف الثاني.
لكن فرحة المنافس لم تدم طويلاً، إذ باغتهم فلومو بهدف رابع، مؤكداً قيمته الكبيرة، لتنتهي المباراة بفوز الهلال بأربعة أهداف مقابل هدفين.
آخر الأسوار:
ظاهرة فلومو، الذي غالباً ما يبدأ من مقاعد البدلاء، سجل حتى الآن ستة أهداف في الدوري الرواندي من أصل ثماني مباريات شارك فيها بديلاً. مؤشرات واضحة تؤكد أن ريجي كامب يسير في الطريق الصحيح، بتطبيق أساليب لعب حديثة ومنظومة تكتيكية متطورة مع الفرقة الزرقاء.
في الدامر الخلوة… وفي بربر السلوة
بريدو… سوداني الجوة وجداني بريدو…



