صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تعادل بطعم الخسارة أمام لولوبو في لوممباشي.

84

من أسوار الملاعب

حسين جلال

تعادل بطعم الخسارة أمام لولوبو في لوممباشي.

كان بالإمكان أفضل مما كان، إذ كان يمكن لهلال الملايين أن يعود بالنقاط الثلاث كاملة لو استغل الثغرات والهنات في صفوف بطل الكونغو، خاصة في الشوط الأول الذي لعب فيه الهلال برتم عالٍ من حيث التنظيم وأسلوب اللعب، وبالأخص في الجانب الأيسر من دفاعات لولوبو.

كان الضغط في أفضل حالاته من خلال انطلاقات كوليبالي خلف الأظهرة، واستطاع الهلال أن يترجم إحدى الهجمات المركزة من خلال توغل المالي كوليبالي الذي تخلص ومرر للغربال، لترتد الكرة من الحارس ويتابعها عبد الرؤوف مسجلاً هدف التقدم للهلال في الدقائق العشر الأولى.

لعب الهلال بطريقة 4-3-3:
حراسة المرمى: فريد
الدفاع: إبولا – كرشوم – أرنق – لوزولو
الوسط: والي الدين – ماديكي – عبد الرؤوف
الهجوم: الغربال – صنداي – كوليبالي

قدم الأزرق مردوداً متوازناً إلى حد كبير من خلال التمركز الجيد لقلبي الدفاع، وتصاعد مستوى الانسجام بين أرنق وكرشوم، إضافة إلى الزيادة العددية في الجانب الأيمن بين الثلاثي إبولا وماديكي وكوليبالي. كما تصاعدت أدوار عبد الرؤوف والغربال، بينما ظل صنداي يعود إلى وسط الملعب هروباً من الرقابة الصارمة.

وضحت المساحات الكبيرة في دفاعات لولوبو، إضافة إلى طريقة لعب المنافس التي ساعدت الهلال على إنهاء الشوط الأول متفوقاً بهدف روفا، نظراً لتباعد خطوط صاحب الأرض في لوممباشي.

ورغم أفضلية الهلال، إلا أن التحول من الوسط إلى المناطق الأمامية لم يكن بالشكل المطلوب. اجتهد كوليبالي كثيراً في الجبهة اليسرى، لكن العنف الزائد من دفاعات لولوبو حدّ كثيراً من خطورته. كما كان الإرهاق واضحاً على لاعبي المنتخب الوطني الغربال وعبد الرؤوف وبوغبا، بينما اجتهد ماديكي نسبياً في سد خانة صلاح عادل.

أضاع الهلال فرصة مضاعفة النتيجة واستغلال الجوانب التكتيكية المكشوفة لدى بطل الكونغو، الذي لم يشكل خطورة مباشرة سوى في كرة تعامل معها الحارس فريد وتسديدة مرت بجوار القائم.

في شوط المدربين، جاءت تغييرات لولوبو مؤثرة، حيث أجرى تبديلات بأربعة لاعبين سيطروا على منطقة المناورة. بالمقابل، تراجع الهلال بشكل مخيف، وانعدم توازن وسط الملعب المساند للدفاع مع تراجع فنيات ماديكي وبوغبا، مما كشف الساتر الدفاعي رغم تألق كرشوم وأرنق.

مارس بطل الكونغو ضغطاً رهيباً على الأطراف وعمق الدفاع، وغابت الأدوار التكاملية بين الوسط والخطوط الخلفية، ورغم تغييرات ريجيس بخروج الغربال وبوغبا ودخول باتريوس وأحمد سالم، لم يتغير الكثير. ومن خلال الهجمات الخطرة والمتوالية أهدر المنافس أكثر من أربع فرص محققة قبل أن يسجل هدف التعادل قبل النهاية بعشر دقائق من كرة ارتدت من الدفاع وسددها المهاجم بقوة في شباك فريد.

مباراة الهلال أمام المولودية، واليوم أمام لولوبو، كشفت أن لاعبي الأزرق يفقدون التركيز والحضور الذهني في بدايات الشوط الثاني والدقائق الحاسمة. يجب معالجة هذه النقاط جذرياً قبل مواجهة صن داونز في الجولتين الثالثة والرابعة، حيث يتقاسم الفريقان الصدارة بأربع نقاط، بينما يأتي المولودية ولولوبو بنقطة واحدة.

إذن، أمام الهلال فترة كافية لتصحيح السلبيات البدنية والتكتيكية والفنية، واختيار الاستراتيجية المناسبة لمواجهة صن داونز، وكيفية ضرب دفاعاته غير المتوازنة كما ظهر أمام المولودية في الجزائر.

ختاماً، التعادل نتيجة إيجابية أمام فريق شرس استطاع إقصاء الوصيف وأورلاندو بايرتس الذي لعب نصف نهائي النسخة الماضية أمام بريمدز حامل اللقب. الهلال في الطريق الصحيح، ويحتاج فقط إلى المزيد من تصحيح التفاصيل، وطريق الأزرق نحو نصف نهائي أبطال أفريقيا بعون الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد