الإمارات دولة محتضنة وراعية وداعمة للإرهاب…الفاشر لن تكون المحطة الأخيرة من الإنتهاكات
في الهلالية فقط مات ثلاثة آلاف شخص ومات قبلهم الضمير الإنساني
أبوعاقله أماسا
* إنتهاكات الدعم السريع إستمرت منذ بداية الحرب، ولمزيد من الدقة بدأت من اللحظة التي شعرت فيه قيادته بالهزيمة، وأنها فقدت عشرات الآلاف من جنودها المدربين في مواجهات مع جيش البلاد فأعلنت الإستنفار في الحواضن وفتحت أبواب الإنضمام عشوائياً لكل من هب ودب من المجرمين أصحاب السوابق الجنائية ولصوص المواشي المعروفين في كل الولايات الغربية، وتحولت قوات الدعم السريع حرفياً إلى درجات أحط من المليشيا وأصبحت مجرد عصابات مشتتة في كل شيء، لا تخضع لقيادة موحدة ولا تتبع تعليمات ولا توجيهات، تباع أسلحتها وأزياءها في الأسواق مثل أي سلعة شائعة.
* شهدت الجزيرة سلسلة من الإنتهاكات تكفي أقل واحدة منها لتصنيف أي جماعة في العالم كجماعة إرهابية تعاقب ويضربها العالم بأقذر الأحذية، ولكن الإعلام مارس عليها تعتيماً متعمداً، بينما كان الضمير العالمي في غفلة معتادة، يشيح وجهه عن جرائم لو حدثت في أوروبا لانتظم العالم بمختلف أديانه في الصلاة والدعاة وانهالت المساعدات الإنسانية.
* ما من قرية في شمال كردفان والجزيرة والنيل الأبيض وطئت أرضها الدعم السريع إلا قتل فيها العشرات، ولكن حادثة مدينة الهلالية بشرق الجزيرة سوف تتصدر المآسي التي غفل العالم عنها حينما مات الضمير وتعددت المعايير، حتى على المستوى المحلي لم تجد تلك الحادثة الإهتمام الذي تستحق، بحسب تفاصيلها وبشاعتها، ففي الهلالية مات أكثر من ثلاثة آلاف شخص من رجال ونساء وأطفال ومسنين أبرياء تماماً، بحجة أنهم من حواضن أبوعاقله كيكل وبعد إنسلاخه منهم وانضمامه للجيش، ولم تكن الهلالية وحدها هدفاً للأوباش بل كل قرى شرق الجزيرة، ومنهم من لايعرف كيكل ولم يسمع به.
* في الهلالية أكثر من بيت أغلقت أبوابه بعد أن مات آخر من كانوا يقطنونه، وأصبحت المنازل مجرد أطلال تحكي عن جريمة تأريخية كانت هناك، بعد أن جمعوا كل المدينة في مكان واحد ناشرين حالة من الرعب الذي لايوصف، ومنعوهم من الأكل والشرب وقضاء الحاجة إلا في ذات المكان.. ومن لم يمت برصاص الجنجويد مات جوعاً أو بمضاعفات الأمراض المزمنة، فتحولت بعض البيوت إلى مقابر دفنت فيها بعض الجثث، وفي أبوعشر التي عبر إليها الآلاف عبر النيل شهدنا منظراً يدمع الحجر، عندما تساقطت أسرة كاملة من أب وأم وبنات وبنين واحداً تلو الآخر ولم يتبق إلا طفل رضيع تفطرت القلوب عليه وهو يصرخ.
* الآن وبعد أكثر من عام، تكرر هذه الجماعة أفعالها في الفاشر وماحولها وفي أم دم حاج أحمد تحت أنظار العالم وموت الضمير، دون أن نسأل: لماذا تتوقف الحياة في كل مدينة وقرية تدخلها المليشيا وينزح أهلها صوب المناطق التي يسيطر عليها الجيش؟
* بعد كل هذا لا يكفينا تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، بل لابد من توجيه الإتهام مباشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة كدولة راعية وداعمة للإرهاب لأن احتضانها ورعايتها للدعم السريع ماعاد سراً، ووجودها على أرض المعركة لم يعد خفياً، وإستعداءها للإنسان السوداني لم يعد خفياً، وبعد كل ما حدث لا يمكن أن تقدم حكومة الإمارات نفسها كدولة حريصة على مصلحة الشعب السوداني.. حتى الإغاثات التي تريد أن توصلها إليه ما عادت تفيد بعد أن مات الجياع ولم يبق على الأرض إلا المجرم..!!
* كل من ساند هذه المليشيا ووقف في صفها يعتبر مسؤولاً عن الإنتهاكات والارواح التي أزهقت من المدنيين، ومن التصفيات العرقية التي تدور في دارفور الآن.. من المتعاطفين والمتعاونين.. كلهم شركاء في هذه الجرائم البشعة.. وإن تقاصرت أيدي العدالة الإنسانية فهنالك قصاص رباني ننتظره بدعوات المساكين وبحق الأرواح البريئة التي تنتهك..!!
* من يرتكب هذه الجرائم البشعة مع سبق الإصرار والتردد يحاسب ويعاقب بالقانون ولا مجال لعبارات عفا الله عما سلف و (لا للحرب).. ومن يقتل الأبرياء بتلك البشاعة والبرود لا يستحق سوى الموت.. هكذا شرعت الأديان السماوية، وإن عجزت عدالة الأرض فعدالة السماء حاضرة..!!


