صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
بطُـولَـة السّـوبر السُّـوداني
مُهمّة الاتحاد العام لكرة القدم هي مساعدة أنديته والبحث عن حلول لأزمات أنديته، والعمل من أجل ممارسة النشاط، أو من أجل عودته، ليست مهمة الاتحاد العام كما يفهم بعض أعضائه مُعاندة أنديته ومخالفتها واستنزافها، وصناعة الأزمات وإيقاف النشاط ـ من حق الاتحاد العام أن يرفض مشاركة الهلال والمريخ في دوريات خارجية حفاظاً على حقه فيهما، من أجل عودة النشاط، ولكن ليس من حقه أن يبقى وجودهما في السودان مُجمّداً في الثلاجات أو مُحنطاً في الصناديق أو حتى متحفظاً عليهما في الأدراج، والحديث عن الهلال والمريخ.
الاتحاد العام حرم الهلال والمريخ من المشاركة في دوريات خارجية، أو تعنّت في ذلك وأضاع عليهما الفرصة في دوريات كانت هي الأمثل لهما، لذلك على الاتحاد أن يبحث عن حلول بديلة، بل عليه أن يبحث عن حلول تفترض أن تكون هي الأساس وليست بديلة ـ لأنّ الحلول البديلة هي أن يُشارك الهلال والمريخ في دوريات خارجية، والأساس هو عودة النشاط الداخلي حتى وإن كلفه ذلك كثيرا.
مطلوبٌ من الاتحاد العام البحث عن حلول وإيجاد سبل لعودة النشاط في البلاد ولو كان ذلك جزئياً.
وقبل أن أتحدّث عن حل في هذا الجانب، لا بد أن أشيد في البدء في المد الزمنى الكافي لفترة التسجيلات، حيث استمرت فترة التسجيلات هذه المرة لمدة قاربت الأشهر الثلاثة، إذ بدأت التسجيلات في 9 أغسطس وسوف تنتهي في 31 أكتوبر الجاري، وقد أتاح ذلك للأندية السودانية مُتّسعاً من الوقت في الإحلال والإبدال، ومنح الهلال والمريخ فترة كافية في تعاقداتهما الخارجية بما يتوافق مع فترة القيد الأفريقي أو بما يسمح لهما الاستفادة من ذلك في منافساتهما الخارجية بصورة كبيرة.. كذلك امتداد فترة التسجيلات، منح الهلال والمريخ فرصة كافية للاستفادة من المحترفين الأجانب، لتسويقهم أو لإنهاء التعاقد مع بعض العناصر غير المرغوب فيها بشكل إيجابي، لا تتضرّر منه خزينة النادي، حيث كان في الماضي يتم الاستغناء من المحترفين الأجانب بعد أن يقوم الهلال والمريخ بسداد استحقاقاتهم من رواتب وحوافز بسبب ضيق الوقت، لذلك لا بد من الإشادة بمرونة الاتحاد في هذا الجانب وبحثه عن مصلحة أنديته بدلاً من البحث عن مصلحة المحترفين الأجانب، وأعتقد أنّ ظروف البلاد كانت في حاجة لمثل هذه المعالجات، والمرونة التي أتمنى أن تستمر في فترات التسجيلات القادمة.
كنت أمس قد تحدّثت في نقاط عاجلة، عن عدم تحبيذي لمشاركة الهلال والمريخ في الدوري الليبي وذلك لضغط الدوري الليبي ولمشاكله الكثيرة التي لا تُخفى على أحدٍ، إضافةً إلى التعصُّـب الجماهيري والإعلامي في ليبيا ـ لن يسمحوا لك في ليبيا أن تشارك في دوريهم وأن تفوز به كما حدث في موريتانيا التي وجد فيها الهلال والمريخ كل الدعم والسند، وهُيّأت لهما الظروف ليس للمشاركة في الدورى فقط وإنما في الفوز به، وقد تحقق ذلك للهلال ـ ليس فقط من قوة الهلال ولكن من حُسن التنظيم ومن عدالة المنافسة وحُسن الجدولة والترتيب.. هذه أشياء لن يجدها الهلال والمريخ في ليبيا بسبب عصبية الجماهير ـ الهلال والمريخ في موريتانيا كانا يلعبان مبارياتهما في ملاعب شبه خالية من الجماهير وقد ساعدهما ذلك في تحقيق الانتصارات في أغلب المباريات، كذلك تميّز الدوري الموريتاني بتحكيم ممتاز وباستعمال تقنية الفأر، مع الجدولة المريحة والجيدة والمنضبطة لمباريات الدوري الموريتاني، وهذه أمورٌ كنا نفتقدها حتى في دورينا السوداني، ولن نجدها في الدوري الليبي.
ساعد الهلال والمريخ في الدوري الموريتاني وسهّل لهما أمورهما أن كل أو معظم مبارياتهما عدا مباراتين أو ثلاث لعبت في ملعب شيخا بيديا بنواكشوط.. في ليبيا سوف يُفرض على الهلال والمريخ التنقل بين ملاعب ومدن شتى لخوض مباريات الدوري، وهذا أمرٌ مرهقٌ خاصةً للهلال الذي يشارك أفريقياً ويلعب معظم لاعبيه للمنتخب الوطني، أضف إلى ذلك أنّ أغلب ملاعب ليبيا نجيلٌ صناعي، وهذا أمرٌ يمكن أن يُعرِّض اللاعبين للإصابات في ظل ضغط ينتظر أن تُبرمج به مباريات الدوري الليبي بسبب ضيق الوقت، لأنّ كل الدوريات في المنطقة وصلت للأسبوع الثامن أو التاسع ولم ينطلق الدوري الليبي بعد، وينتظر أن ينطلق بعد أن يصل عدد الجولات في الدوري التونسي والمغربي والمصري لـ12 جولة.
عليه، فإنّ مجرد التفكير في المشاركة بالدوري الليبي كان تفكيراً غير صائب، يفتقد للتخطيط والدراسة والنظرة العميقة ـ إذا شارك المريخ قد تكون الأضرار عليه أقل، لأنّه خرج من البطولة الأفريقية، لكن مشاركة الهلال في الدوري الليبي في ظل هذه الظروف التي تطرّقنا لبعضها تعتبر عملية انتحارية من الهلال ـ نتمنى أن لا تُكلّل بالنجاح ونتوقّع ذلك.
إذا سألت وماذا عن البديل؟ في ظل الحاجة القوية لعودة النشاط أو مشاركة الهلال والمريخ، أعتقد أنّ الإجابة التي أتمنى من لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم السوداني الالتفات إليها، هو أن يتم تنظيم بطولة السوبر السوداني في هذه الفترة التي تسبق مشاركة المنتخب السوداني في تصفيات البطولة العربية، وتسبق كذلك مشاركة المنتخب في نهائيات الأمم الأفريقية بالمغرب في الفترة ما بين 21 ديسمبر 2025م، وحتى 18 يناير 2026م، والمنتخب في حاجة إلى منافسة قوية قبل أن يشارك في هذه البطولة.
في شهر أكتوبر، تكون الأجواء رائعة في بورتسودان وقد ظهر في نهائي كأس السودان الماضي ملعب بورتسودان بصورة ممتازة، لماذا لا ننظم على هذا الملعب بطولة السوبر السوداني؟ وهي بطولة معروفة وموجودة في معظم البلاد المتقدمة كروياً.
تنظيم الدوري السوداني قبل بطولة الأمم الأفريقية أمرٌ غاية في الصعوبة يمكن تعويض ذلك ببطولة السوبر، على أن يتم تنظيم الدوري السوداني بعد نهاية الأمم الأفريقية حسب تخطيط الاتحاد السوداني وبالكيفية التي تسمح بذلك.
الآن أمام الاتحاد السوداني الوقت والفرصة لتنظيم بطولة السوبر من أربعة أندية هي الهلال والمريخ والأهلي مدني والزمالة أم روابة وهي في كامل الجاهزية والاستعداد، ويمكن أن تمنحنا تنافساً قوياً وشرساً.
وإذا كان هنالك متسعٌ من الوقت يمكن إضافة الأمل عطبرة وحي الوادي نيالا ليصل عدد الأندية المشاركة في السوبر إلى (6) أندية تلعب دوري من دورة واحدة في مدينة بورتسودان المهيأة من حيث الفنادق والملعب والأجواء الرائعة التي تشهدها بورتسودان هذه الأيام.
أحسب أن في تنظيم هذه البطولة عملية إسعافية لتقديم العون للمنتخب الوطني ولتجهيز الهلال للبطولة الأفريقية في حال التأهُّل لمرحلة المجموعات إن شاء الله، وفي قيام البطولة أيضاً مساعدة للمريخ من أجل العودة والبناء والاستفادة من طاقته وموارده وإمكانياته، وهي منافسة أيضاً سوف يستفيد منها الأهلي والزمالة كثيراً.
أما الفائدة الأكبر فهي سوف تكون للوطن، لأننا في حاجة لعودة النشاط، وفي حاجة لأن نثبت للعالم أنّ السودان مستقرٌ والحياة مستمرة، على الأقل في عاصمة البلاد الإدارية، خاصةً بعد نجاح تنظيم دوري النخبة الموسم الماضي في الدامر وعطبرة وبربر.
أعيدوا لنا الحياة من خلال الرياضة، وادعموا استقرار البلاد ووحدتها بعودة النشاط الرياضي.
لن تكون هنالك مشقةٌ للهلال والمريخ في التواجد ببورتسودان، ولا أظن أن تكون هنالك عقبةٌ في حضور المحترفين الأجانب لبورتسودان، أما عن الروماني ريجيكامب والصربي داركو فقد تم التعاقد معهما في بورتسودان وهذه عودة لمنطقة ومكان التعاقد.
بطولة السوبر في بورتسودان هذه الأيام سوف تُحظى بالمتابعة الكبيرة وستشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً ـ كما أنّ التلفزة سوف تساعد في نقل المنافسة، وفي تقديم شئ رائع عن السودان، يخلو من الحرب والأزمات والمشاكل.
لا يوجد أي مانع أو حائل من تنظيم بطولة السوبر في بورتسودان هذه الأيام، على أن يكون ذلك عقب مباراة الإياب للهلال أمام البوليس الكيني.
…
متاريس
سأتوقّف هذه الأيام عن الكتابة عن المريخ وعن خروجه من التمهيدي، وأتمنى أن يتوقّف كل الهلالاب عن ذلك ليكون كل التركيز مع الهلال من أجل التأهُّـل لمرحلة المجموعات للمرة السابعة على التوالي.
بعد كدا نشوف فريقنا ـ ما نقعد نتفاصح ساكت.
خلاص دخلنا الجد ـ البوليس حدّد مباراته أمام الهلال يوم الجمعة 17 أكتوبر الساعة الثالثة عصراً بتوقيت السودان، وليس أمامنا غير الدعم والتركيز.
لا أحب تضخيم فريق البوليس الكيني، لا تصنعوا الخوف بيدكم ـ الهلال قادرٌ على تجاوز البوليس إن شاء الله.
البوليس ما بقيف قدام الهلال.
أعود وأكرِّر، على الهلال أن يُحقِّق الانتصار في نيروبي، في مباراة الذهاب، الفرصة مهيأة للانتصار وحسم البوليس قبل أن ندخل معه في اشتباك على أرضية ملعبنا الافتراضي.
بما أنّ الهلال يخوض مبارياته في ملعبه الافتراضي، عليه أن يحسم أموره في ملعب المنافس، عشان ما ندخل في حسبة لا نملك لها الأرض ولا الجمهور.
البوليس خارج أرضه أخطر من داخل أرضه، لأنه يلعب على الهجمات المرتدة.
لذلك يجب حسم البوليس في ملعبه وبأكثر من هدف.
عناصر الهلال الدولية 12 لاعباً سوف ينضمون للهلال قبل 48 ساعة من المباراة، ولكن هذا ليس سبباً ولا مبرراً للتراجع أو لعدم التخطيط والتفكير في الانتصار.
بما أنّ قيمة الهدف بالبطولات الأفريقية في خارج ملعبك أعلى من قيمته في ملعبك، عليك أن تحقق المكسب والتسجيل خارج ملعبك.
عنصر المباغتة والمهاجمة مهمٌ في مباراة الذهاب.
العمل الذي يقوم به الجهاز الفني للهلال يبدو واضحاً أنه عملٌ كبيرٌ ـ الناس ديل شغّالين صاح.
ريجيكامب ظاهر عليه الاجتهاد.
التجهيزات البدنية في الهلال تتم بالصورة الأمثل.
قريباً سوف يصبح الهلال قوة رهيبة إن شاء الله.
الهلال سوف يخوض مباراة كبيرة أمام سيمبا التنزاني في إطار إعداده للبوليس.. وهنا يكمن الفرق بين مدربي الهلال والمريخ.
مدرب الهلال شجاع، وشغّال صاح ـ ومدرب المريخ شغّال في الميديا ـ مدرب بتاع كلام بس.
الفرصة سوف تكون متاحة لإسماعيل حسن وكابوري وكول للظهور مع الهلال أمام سيمبا.
مباريات سيمبا دائماً هي فأل حسن للهلال ـ كلما يواجه سيمبا بنمشي لي قدام.
ينتظر أن يلعب الهلال مباراة أخرى مع فريق عزام.
فلوران عمل نقلة في عزام.
انتظروا عزام هذا الموسم.
أغلقوا ملف المريخ وخروجه من التمهيدي، وامنحوا كل وقتكم وكتاباتكم للهلال.
بعض الجهات في ليبيا أصدرت بياناً ترفض فيه مشاركة الهلال والمريخ في الدوري.
المشاكل بدأت.
إذا شارك الهلال أو المريخ في الدوري الليبي سوف تظهر خلافات ومشاكل وصراعات كبيرة في ليبيا بسبب تلك المشاركة، والاتحاد الليبي أضعف من أن يدخل في مثل هذه المواجهات.
يبقى علينا دائماً أن نشكر موريتانيا ونذكر فضلها، لم يُقصِّروا معنا، وجدنا في دوريهم ما لم نجده في دورينا.
شُـكْراً موريتانيا.
مباراة السودان وموريتانيا يوم الجمعة القادم في دار السلام يجب أن تكون مظاهرة للحب وسانحة للشكر والتقدير.
على الاتحاد السوداني أن يشكر ويُكرِّم الاتحاد الموريتاني على ما قدّمته موريتانيا للسودان.
…
ترس أخير: يقولوا ليكم الكَـلام ألف مَـرّة.