صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الإشاعات في شمال الجزيرة ونهر النيل المليشيا إنهزمت بحسابات الحرب وما تفعله ليس أكثر من عناد وإنتحار

491

الإشاعات في شمال الجزيرة ونهر النيل

المليشيا إنهزمت بحسابات الحرب وما تفعله ليس أكثر من عناد وإنتحار

أبوعاقله أماسا
* في الواقع أنني لم أغادر أم درمان منذ بداية الحرب إلا مرتين، الأولى توجهت فيها إلى بورتسودان في مهمة إنسانية إستغرقت عشرة أيام قضيت منها يومين بمدينة شندي، والمرة الثانية قبل أربعة أيام إلى الجزيرة الحبيبة عن طريق شندي أيضاً، ومن هناك سلكنا طريقاً تخيلت من الوهلة الأولى أنه لم يسلكه أحد بعد الطيب ود ضحوية إلى سيارتنا التي كان يقودها أحد أبناء البطاحين وهو كثير الكلام ولا يتوخى الصدق فيما يقول، وكان لزاماً علينا أن نتحمله ووعورة الطريق نحو أبودليق، ثم إلى قيلي وتمبول ورفاعة والحصاحيصا قبل أن أدخل أبوعشر صباح اليوم الثالث.. نعم قضينا ما يقارب (٤٨) ساعة للوصول إلى مدينة أبوعشر التي لا تبعد عن الخرطوم سوى 110 كلم، أنس فيها الدعاء على الجنجويد ومن يؤيدهم ويتعاطف معهم طيلة هذا المشوار الشاق..!
* لاحظت كثافة الشائعات منذ خروجي من أم درمان في اتجاه الشمال وحتى وصولي أبوعشر، ولكن لفت نظري شائعتين إلتمست من خلالهما هول ما يمكن أن تتركه الشائعة من آثار نفسية في المجتمعات وضرورة وجود نسبة وعي تساعد على مكافحتها وتصحيح المعلومات التي تروج إعتماداً على جهل المتلقي أو ضيق أفقه.
* في شندي وجدت الناس يتحدثون عن هجوم وشيك على المدينة من مجموعة من المليشيا ظلت مرابطة بالنقعة والمصورات، وحسب ما علمت كان مصدر المعلومة أحد النظاميين فانتشرت كما النار في الهشيم وأحدثت أضرارها النفسية في كثيرين.. وفي ذات الوقت كان لها أثر إيجابي محدود يتلخص في تحفيز المستنفرين الذين تكثر أعدادهم في نهر النيل أكثر من أية منطقة أخرى.. وإن كانت المعلومة تعني الفزع والرعب والكابوس لدى أفراد المجتمع من النساء والأطفال والشرائح الضعيفة.. وعند الإستقصاء علمنا أن الجيش صاحي كالعادة ومتابع تحركات تلك المجموعة منذ بداية الحرب ويقول مصدر مضطلع أنها قوة آثرت الإبتعاد عن الإشتباكات واجواء الحرب منذ البداية ولم تشارك في العمليات الحرب، وظلت متواجدة في هذا المكان دون أي أنشطة وتحركات.. مع استعداد كامل للقوات المسلحة للحسم في حال رصدت أي تحركات، مع وجود إرتكازات للجيش على امتداد الطرق والمداخل الممتدة في كل ولايات نهر النيل والجزيرة والبحر الأحمر والشمالية..!!
* في الجزيرة وجدت حالة من الإستياء والإحباط، والناس يتحدثون عن قلة أعداد الجيش وكثافة الجنجويد في أم درمان، حتى أن شقيقاتي سألنني: إنتوا قاعدين كيف مع الناس ديل؟.. ولكي أقنع كل من التقيته بأننا في محلية كرري لم نر الجنجويد يتجولون..بل لم نرهم على الإطلاق بعد سحقهم في معسكر جبل سركاب، وأن أعداد الجيش هناك أكبر بكثير مما يتخيل الناس كانت المسألة بحاجة إلى جهد.. والحقيقة التي مازلت موقناً بها أن هنالك ترجيح كبير في موازين الحرب لمصلحة الجيش منذ فترة طويلة، زيادة مضطردة في أعداده وعتاده، وأرتال وحشود متواجدة من المعسكرات المعروفة (المدرعات، الذخيرة، القيادة العامة، حطاب، الإشارة، سلاح الأسلحة، المعهد الكدرو، سلاح المهندسين، المرخيات، جبل أولياء ومنطقة وادي سيدنا العسكرية، وهذه المعسكرات ممتلئة بالجيش عن آخرها مع كامل الإلتزام بخطط القيادة وإن كان رأي الناس أنها بطيئة إلا أنه من الثوابت أن القوات المسلحة تلتزم عادة بالحد الأدنى من الإنضباط والتراتبية وإنسيابية التعليمات بعكس المليشيا التي تنتشر في الشوارع وتتواجد في منازل المواطنين والمرافق العامة في مظهر من المظاهر التي تؤكد نهجها الفوضوي بعد أن خسروا معسكراتهم وأصبحوا هائمين على وجوههم يمارسون النهب وإذلال المواطنين وقتل الأبرياء..
* هنالك من يتعمد نشر الصور الكاذبة وبث الإشاعات وسط المواطنين، ولكن الحقيقة المهمة التي أصبحت أكثر وضوحاً مع مرور الزمن أن المليشيا قد إنهزمت بحاسابات الحرب وكل ما تفعله الآن لا تعدو أن تكون أكثر من فرفرة مذبوح وعناد وغباء وإنتحار سيدفع ثمنه الكتل القبلية التي تساندهم.. ذلك لأن أهدافهم الأساسية قد فشلت بالفعل وأصبحت أكاذيب من تبقى من قياداتهم تزكم الأنوف وتثير سخرية المتابعين..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد