صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شهر الهلال.. شهر الجمال

784

افياء
أيمن كبوش
شهر الهلال.. شهر الجمال

# قلت له: هذا هو شهر الهلال.. وشهر الجمال.. ارتبط الشهر الكريم بظهور الهلال.. كما ارتبط اكثر بساعات غيابه وظهور هلال آخر.. هو هلال شوال.. نحن لا نستطيع ان نتجاوز هذا التطابق العجيب الذي يعيشه نادينا ما بين ابريل الماضي.. وابريل الآت.. وهاهو هلال الامة يتحفز ليؤدي مباراة مصيرية بالتزامن مع سطوع هلال رمضان.. نسأل الله ان يكون هذا (التزامن) الجميل.. فتحا جميلا لعشاق هلال الارض الذي يشبه (بدر السماء في علاه).. تمتد امنياتنا ونحن نسبح هذه الايام المباركة في ذلك البحر المعطاء والنهر الموشى بالعطاء، نهر الجود والكرم والتكافل السوداني المتجاوز لكل عثرات الطريق.. مازلنا نمثل ذلك الشعب الذي ينسل من ركام ابتلاءاته الكثيرة، مليون منفق ومحسن ومُدّرج، لكي يمسح دمعه أو يوفر لقمة أو يدحرج جرعة في اوردة المرض والسقم، حيث تحفظ الجوامع والمساجد والمسايد ذلك الصنيع المبذول على كرامات الوطن الجريح.. يأتينا رمضان الفضل والجود والكرم والفضائل.. وليال القمر والنهر والسمر.. نهارات الرهق والتعب والعافية والنفس الصافية.. بحق البساطة والاناقة والسمو الروحي وغسل الاخلاق في مسامات الطيبة.. يأتينا رمضان لنولد من جديد.. ننسى أزماتنا العارضة والمقيمة.. نتجاوز انكسارات اقتصادنا العليل فنقبل وجداً وحباً.. سودانيون بطبيعتنا.. متكافلون بالنية السليمة والخير الباسط فينا محبة وبشاشة وأمنيات.. يأتينا رمضان.. ونحنا يانا نحنا.. اقل انشغالا بالاتفاق الاطاري واصل الخلاف ما بين الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية.. والحرية والتغيير منصة التأسيس.. نحن فقط مع العير والنفير وموائد الرحمن والناس الحنان المتدفق فينا نهر الحب طيباً وسماحة.. في كل شارع.. في كل زقاق.. في كل ناصية، يأتينا رمضان ليحيي فينا روح المسيد والتقابة وقدح الضيفان.. الشيوخ والمريدين والحيران.. ذاك الانسان المفضال الذي يقطع عليك الطريق الممتد ربوعا ونجوعا، ويحلف عليك بكل عزيز لديك وغال لكي تهبط من أي راحلة تريد أن تواصل المسير.. يستمهلك ان تنزل بعد أن صنع لك مائدة يجاورها عصير الحب الذي يروي عطشك ثم يغرقك في قدح الود لتنسى جوعك.. يستمهلك ان تبقى حتى الصباح وليس بينك وبينه سوى هذا الدم الاسمر وشهادة لا إله إلا الله محمدا رسول الله.. بكل هذا الالق يستعد ازرق السودان لكتابة تاريخ جديد في سفر الكرة السودانية.. يستعد الهلال وليس لديه ما يزعجه قبل مواجهة الاهلي المصري.. حيث ترك لمنافسه العويل والصراخ و(الولوله) و(العياط) والتزم الهدوء.. الهدوء وحده سيعبد طريق الهلال.. والهدوء وحده سيصنع الضجيج الذي سيهز القاهرة وفيفي عبده وروبي.. اللهم انصر الهلال.. وانصر صقور الجديان.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد