صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رمضان احلى في السودان.. (1)

603

افياء
ايمن كبوش
رمضان احلى في السودان.. (1)

# لعلها المرة الاولى.. واتمنى ان تكون الاخيرة.. التي اشهد فيها حلول الشهر الكريم.. وانا (مجابدا) ما بين دولتين افريقيتين.. وثلاث مطارات وسحاب وضباب.. وفرق الدولتين من ناحية الفضاء والمناخ.. هو فرق السماء عن الارض.. هناك امطار ورذاذ وخضرة ومرتفعات شاهقة.. وهنا قحط وجدب وصحراء.. لتبقى التجربة خير برهان.. وهي تجربة فريدة وعظيمة وموحية ومفيدة.
# عادنا الشهر الفضيل هناك.. وعادت تلك الايام الطيبة.. ونحن بعيدون (بعدا يحنن) عن ارضنا الطيبة.. بعيدون عن سودان الالفة.. والمحنة.. عشنا يومنا الاول بلا اكتراث.. وافئدتنا نحو الملعب.. حيث مواجهة صعبة في الانتظار.. ثم جاء يومنا الثاني ونحن على وقع السفر وحزم الحقائب وطبع قبلة وداع على المكان والزمان وصفق الشجر.. جاء يومنا صعبا.. (سحوره) في (فرانسفيل).. تلك المدينة الجبلية الساحرة التي تكاد تخلو من السكان.. والجابون كلها لا يزيد عدد سكانها عن مليوني نسمة.. ويا لسعادتهم على هذا (الروقان) حيث (يبرطعون) في (بلادي سهول.. بلادي حقول) دون ادنى شكوى من الزحام.. و(كُتر الكلام) والطوابير الطويلة والتراب العالق.. !
# كان يومنا الثاني صعبا كما اسلفت.. سحوره في (بوبارا هوتيل).. و(ظُهره وعصره) في العاصمة الجابونية (ليفربيل).. ثم تحركت راحلتنا (بدر للطيران).. نحو العاصمة الصحراوية (نيامي).. حيث دولة النيجر الناهضة.. كانت الامنيات بيننا معلقة على حبات تمر وجرعة ماء وثمة ذكريات حبيبة تستدعي ذلك السودان المفتوح والمشرع على الحبان والفرقان وضرا الضيفان.. وكان هناك كابتن (ياسر مزمل) الذي استجاب لمقلب (وليد الشعلة) فيفطر ويحلل صيامه والشمس ساطعة في كبد الجناح.. ثم (ابراهومة) الذي مازال يزرع الطائرة بالمخاوف والقلق ورائحة السقوط.. والكابتن يهدئ من روعه، ما بين الحين والحين، واهل الصلاح فينا بقيادة نصر الدين حميدتي وصلاح عبد الله وبروف محمد جلال وخليفة شليعي ونزار الكاملين، كانوا ما بين حمد وتسبيح.. والكباتن بقيادة صلاح نمر وكرشوم وارنق واطهر الطاهر ما بين مصحف ونوم ولعبة (ليدو).. وشيخ (الفنج) بمسبحته المترية يفتئ بان (الليدو يجرح الصيام).. وكوتش خالد درويش وكوتش ايهاب وطبيب الفريق والفاتح معدات وابوبكر الماحي كانوا ما بين الصمت والابتسامة وعلامة الصلاة الوضاءة.. ثم يأتي الافطار ونحن بين يدي الضباب والسحاب والدعاء المستجاب.. يا حليل سودان الاشياء الجميلة والمغربية النبيلة..
# يومان من عمر التجربة الثرة.. بل يومان من عمر التأمل والتدبر ومغالبة شح النفس على نحو مختلف.. عندها تدرك بان السودان نعمة.. نعمة الماء ونعمة الضياء ونعمة الشعب الذي يشبه حبات المسبحة في التوادد والتعاضد والمحبة والتراحم.. في بلد تقطع فيها الكهرباء وبرضو رمضان احلى.. تغيب الماء وتظل ذات الحياة بذات الالق والنقاء..
# عدنا الى الخرطوم.. لامست الطائرة مدرج المطار وسط فرحة كبيرة.. سيف تيري (يصفّر) وجون مانو يتمم بكلمات غير مفهومة وابوعشرين يفتح يديه عاليا ثم يهتف: حمدك يا الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد