صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مبادرة رائدة ومفرحة

955
كبد الحقيقة
د . مزمل أبو القاسم
مبادرة رائدة ومفرحة
* لا غضاضة في أن يمتلك البعض آراءً سالبة في مجلس المريخ الحالي، ولا عيب في أن يجاهروا البعض بمعارضتهم له، كرهاً فيه أو من باب عدم الاقتناع بقدرات قادته، وإنكار أحقيتهم بإدارة النادي.
* نعلم أن عدد من أبناء المريخ وإعلامييه تهوى قلوبهم إلى المجلس السابق، وأنهم يمتلكون قناعة بأحقية رئيسه بإدارة النادي، وأنهم يعارضون المجلس الحالي ويقعدون له كل مرصد كرهاً فيه.
* المثير للسخرية أن يحاول هؤلاء إلباس الباطل ثوب الحق بالحديث عن المصلحة العامة للنادي مع كل نقد يوجهونه للمجلس، وهم في حقيقة الأمر كارهون ومترصدون له وساعون إلى تبخيس كل ما ينجزه.
* هؤلاء لن يروا في المجلس المنتخب شيئاً جميلاً طالما أن قيادته تزحزحت عمن يدينون بالولاء له، لذلك تراهم أحرص الناس على تبخيس أي عمل ينجزه المجلس الحالي، بالطعن في مقاصده وتبخيس مبادراته وإبراز سلبياته وتضخيمها، بل واختلاقها من عدم إذا لزم الأمر.
* أسند المجلس الحالي أمر تعاقدات الأجانب للمدير الفني ريكاردو، وبغض النظر عن رأينا في ذلك القرار بإيجابياته وسلبياته ونتائجه التي ظهرت على أرض الواقع لاحقاً إلا أننا لا نملك إلا أن نحترمه، سيما وأن دوافعه ارتبطت باجتهاد كبير في رفع عقوبة دولية مزعجة أوقعها الفيفا على النادي وورثها المجلس المنتخب ووجد نفسه ملزماً بحلها في وقت قصير، كي يفك القيد المفروض على النادي ويمكنه من دخول التسجيلات لدعم الفريق بلاعبين جدد.
* فعل المجلس ذلك في وقت قياسي وسدد غرامتي أديلي والمنير بقيمة كلية قاربت الأربعمائة ألف دولار ومكّن النادي من دخول فترة الانتقالات من الباب الواسع، ومع ذلك لم ينل كلمة شكر ولا مدح ولا حتى تقدير طفيف من كارهيه.
* على الصعيد الشخصي انتقدت اختيارات ريكاردو وأخذت عليه انتقاءه للاعبين كبار في السن، يعيبهم البطء، كما انتقدت إصراره على الزج بهم في كل المباريات، وعدم استبدال بعضهم حتى ولو كان مردودهم ضعيفاً ويوجب استبدالهم، لكن ذلك كله لا يعيب المجلس لأنه فعل الأمر الصواب وأوكل الأمر للجهة المسئولة فنياً عن الفريق، مثلما تفعل الأندية الكبيرة في العالم أجمع.
* عدم توفيق بعض اللاعبين الأجانب لا يعني أن ريكاردو سمسار كما يردد البعض، ولا يجوز التعدي عليه بواسطة بعض المشجعين المتشنجين كما حدث عقب استبدال الكولومبي برايان في المباراة الدورية الأخيرة.
* حتى المبادرة القيمة التي اجترحها المجلس ممثلاً في رئيسه بتوجيهه لقسم المسئولية المجتمعية بتوفير دعم مقدر لفئات عديدة في مستهل شهر الصيام لم تسلم من التبخيس والطعن في المقاصد.
* هناك من انتقد إعلان المبادرة وظهور رئيس النادي وعدد من نوابه وأعضاء المجلس أثناء تدشين مبادرة رائدة تعد الأولى من نوعها في مسيرة الأندية السودانية.
* لم يربط المجلس المبادرة بالحديث عن صدقة، بل صنفها ضمن (مسئوليته) تجاه المجتمع الذي ينشط فيه، فخصّ بها عمال النادي وموظفيه وقدامى لاعبيه علاوة على جهات أخرى عديدة، مثل منسوبي قسم شرطة أم درمان شمال الذي يتولى حراسة إستاد المريخ ومنشآته وتأمينها، ودار العجزة والمسنين ودار الأطفال فاقدي السند في المايقوما وموظفي وزارتي الشباب والرياضة الولائية والاتحادية وغيرهم.
* مبادرة راقية تستحق الدعم والتقييم، تم تبخيسها بادعاء أنها تحمل مناً وأذى، والصحيح أن المولى عز وجل جوُز الإتفاق سراً وعلانية، ولو أراد رئيس النادي أن يروج لنفسه بها لربطها باسمه، ولما وضع اسم النادي وشعاره عليها، سيما وأنه تولى تمويلها بالكامل من حر ماله.
* قال تعالى في محكم تنزيله: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة:274)، وهَذَا مَدْحٌ مِنْهُ تَعَالَى لِلْمُنْفِقِينَ فِي سَبِيلِهِ وَابْتِغَاء مَرْضَاتِهِ في جميع الأوقات، من ليلٍ ونهارٍ، والأحوال من سرٍّ وجهرٍ، حَتَّى إِنَّ النَّفَقَةَ عَلَى الْأَهْلِ تَدْخُلُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا، كَمَا ثَبَتَ فِي “الصَّحِيحَيْنِ”: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلوات الله وسلامه عليه قال لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حِينَ عَادَهُ مَرِيضًا عَامَ الْفَتْحِ، وَفِي رِوَايَةٍ: عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا ازْدَدْتَ بِهَا دَرَجَةً وَرِفْعَةً، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي امْرَأَتِكَ).
* انتقدوا كيفما شئتم وركزوا على ما يستحق النقد ويستوجب التصويب، لأن المجلس ليس معصوماً من الخطأ، ولكن لا تبخسوا جهوداً قيمة تستهدف تعظيم اسم المريخ وتلميع صورته الجميلة التي تعرضت إلى خدوش كبيرة وأضرار مؤثرة خلال سنوات التيه والخراب.
* مشروع فرحة الصائم الذي ابتدعه مجلس المريخ يمثل فعلاً مفرحاً وإيجابياً يستوجب المدح ويستحق التعظيم والإشادة ولا يمكن الطعن في مقاصده مطلقاً.
آخر الحقائق
* على أيام المجلس السابق تم توثيق تسليم مستحقات المدرب البرازيلي نيفا بالصورة والصوت (فيديو) أمام رئيس النادي ولم نقرأ نقداً مماثلاً لتلك البدعة الكريهة.
* تعدد المكاييل يكشف حقيقة النوايا.
* على المجلس أن يمضي في طريقة ويجتهد لتفعيل قسم المسئولية المجتمعية أكثر لأنها من أبرز إشراقات العهد الحالي.
* أول الغيث تم بدخول نادي المريخ راعياً إعلامياً لمعرض الخرطوم الدولي.
* مضى زمن لم نكن نقرأ فيه عن المريخ إلا الأخبار السلبية المتعلقة بالشكاوى والعقوبات الدولية.
* هذه الأيام تتردد نغمة أخرى تتصل بالحديث عن أن مشروع النادي الأسري لم يكن إلا دعاية انتخابية.
* يرددون ذلك الحديث الخائب وهم أعلم الناس بأن المجلس شرع في التنفيذ فعلياً، واشترى كل معدات المشروع من تركيا وسدد قيمتها كاملة وأنه فوجيء بتعديات من بعض الأهالي على قطعة الأرض المخصصة للمشروع.
* لم يترك المجلس باباً رسمياً إلا طرقه لتمكينه من استلام قطعة الأرض واستكمال عمليات التشييد، بدءاً بوالي ولاية الخرطوم وانتهاءً بقيادات الشرطة ولم يتم تمكينه من مواصلة البناء.
* نتوقع من المجلس والمهندس المقيم جمال برهان أن يخرجا ليوضح لقواعد المريخ ما خفي عنها بخصوص المشروع في مؤتمر صحافي.
* لكل مجتهد نصيب.
* المجلس الحالي مجتهد لرفعة النادي وساع إلى تطويره وعلى قواعد النادي أن تدعمه وتسنده كي يتمكن من تنفيذ كل برامجه على الوجه الأكمل.
* آخر خبر: لا نجزم بسوء النوايا لكن الجواب يكفي عنوانه.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد