صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

و.. عادت الكرة السودانية للواجهة الافريقية

793

افياء
ايمن كبوش
و.. عادت الكرة السودانية للواجهة الافريقية

# قلت له: بالامس احتلت الكرة السودانية عناوين الصحف الافريقية والعربية.. ووجدت مكانها الطليعي وسط اخبار المواقع والمراكز المهتمة بالنشاط الافريقي، بما فيها موقع الكاف.
# انتصر المريخ على فريق شباب بلوزداد الجزائري بهدف وحيد.. وفاز الهلال على القطن الكاميروني العنيظ بهدفي مكابي ليليبو مقابل هدف، محولا تأخره بهدف في الحصة الاولى الى انتصار مبهر وعريض في الحصة الثانية.. بهذين الانتصارين عادت الكرة السودانية الى الصدارة.. بل اقتحمت بحب وامتنان.. اهتماماتنا الحياتية التي تشغل البال.. ليل.. نهار.. ويكفي انها خطفت الاضواء من قفة الملاح والتشاكس السياسي بين المدنيين والعسكريين..
# استحقت الكرة السودانية ان تكون في مرتبة (نمبر ون) رغم ما فينا من فقر وجفاف وتصحر في جميع مناح الحياة.. لان الحياة يجب ان تستمر.. ببؤسها وكآبتها وطيور الاحباط التي تظلل سماءها.. اذ مازلنا نملك ما يبقينا على قيد الحياة.. اذن لا حاجة ولو في هذه المرحلة، لان نقيم (ماتش اعتزال) لبهارج الدنيا ونعيمها الزائل.. الحياة جديرة بان تعاش على (حس الهلال والمريخ) وما يحققانه من انتصارات ولكن.. !!
# نحن نكتب عن كرة القدم السودانية المغضوب عليها (غصبا للظروف والحال الحرن).. وكثيرون منا يعدون ذلك (ترفيها) لا يليق الا بأمة (مرتاحة) ترفل في النعيم.. لا امة (تعسكر) في صفوف سوء الظروف و(الراحة العدم) في بلاد مطحونة.. ومسحوقة.. وموبوءة.. بل بلاد تضج بالاحزان وتحترف الاجترار على شاكلة: (يالعبد الشقي ما اتعود شكي.. لكن الكفاف فوقك منتكي.. والسوق فيك يسوق.. حالاً ما بتسر.. الا كمان في ناس.. فايتاك بالصبر.. ساكنين بالايجار… لا طين لا تمر.. واحدين بالايجار ما لاقين جحر.. سلعتهم الضراع والعرق اليخر)..
# من اجل هؤلاء.. (السلعتهم الضراع.. والعرق اليخر) نكتب في مساحة صغيرة عن الكرة السودانية في يوم عزها وفخارها وفرحتها الكبيرة وانتصاراتها المشهودة.. دعونا اليوم نسرج خيول الابتسامة على صدى انتصار المريخ وفوز الهلال.. يجب ان نغالب الوجع لكي (ننده) لتلك الفئة التي مازالت ترى في كرة القدم السودانية المظلومة (بندولاً) يعالج (صداع الاسواق).. تحية ندية لاولئك السمر الذين مازالوا يبحثون عن مساحة صغيرة (يتكئ عليها صبرهم) ليجدوا فيها فرحاً من تحت الرؤوس والاقدام والشباك التي تهتز اهدافاً.. زرعوا امنياتهم امس الجمعة الجامعة والدعوات السامعة بـ(بقايا يومهم) وكتبوا على صفحة (اليقين بالهلال والمريخ) وكل ما هو اسمر وانضر بشعر قرقدي وعيون عسلية وقامة ممشوقة على نغم الخمس اقدام وثماني بوصات.. كتبوا اهازيج النصر مع الشاعرة الومضة (نضال حسن الحاج) التي هتفت ذات يوم وقالت: (يا سيد البلد دخري السنين الشينة… توجناك امير تملأ الفرق لي عينا.. يا عشم الوطن ساعة جفاف العينة دا الأهلي البطل الما شربوا قالوا روينا.. جبناه بالحلال ما بالكجور واللفة.. عاجبنا الهلال ملك النشاط والخفة).
# ايها السادة.. يسعدنا جدا ويسر بالنا ان هناك فئة (منسية) مازالت توحي بكتابات كثيرة.. وهي فئة نادرة من الشعب السوداني الفضّل مافتئت تترك مشاغلها الكبيرة والصغيرة لتلاحق اخبار الهلال في الكاميرون وتتابع تفاصيل المريخ في بنغازي الليبية.. انهم يفعلون ذلك بطيب خاطر لان ذلك يشكل لهم (مسكن موضعي) وموضوعي يخفف اوجاع الوطن الجريح الذي لا يخلو جسده من طعنة رمح او طعنة خيانة في زمن الخونة والعملاء والدخلاء.
# امام كل هذه التداعيات الحبيبة الى نفسي.. مازلت عند اعتقادي وزعمي القديم.. انه في زماننا هذا.. افتقد معظم الشعب السوداني متعة الاحساس بالفرح الحقيقي.. حيث لم يعد هناك مهرجاناً او مناسبة رسمية تقودنا الى محطات التحلل من اعراض التكلس والضجر والتكشيرة.. ويقيني ان هذا (القنع) الذي يشبه مرحلة (اعتزال الحياة) هو الذي يزاوج حاليا او قولوا يوجد آصرة منطقية ما بين الحزن والفرح وان كان ذلك من خلال هذه الساحرة المستديرة.. وازلية وجود الهلال والمريخ في حياتنا اليومية.. انتصر الهلال على القطن الكاميروني في عقر داره بغاروا.. وفاز المريخ على شباب بلوزداد الجزائري على ملعبه الافتراضي بمدينة بنغازي الليبية.. هذه هي الحقيقة الوحيدة في حياتنا الحالية التي تملك صلاحية احساسنا بالحياة.. شكرا هلال الامة.. وشكرا مريخ السعد.

قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. ابومحمد يقول

    الله يكرمك ايمن ي ريت نرتقي جميعا بهذا الفهم العالي
    قلم موزون
    الله يكتر من امثالك ويفكنا من صحفيين الهمجية والرجعية
    تسلم كتير ويسلم والديك
    ادب وفهم جدير بالتقدير
    الله يرحم القلم النزيه عبدالمجيد عبدالرازق

  2. Hamid FATEEN يقول

    وشكرا ليك انت يا كتاب يا راقي
    ونحنا هنا في فرنسا أيضا نتابع الهلال ونبحث عن الفرح عبره ان للهلال حس انتماء غريب وعجيب لم تفسره الا كلماتك العميقه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد