صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

815

وكفى

اسماعيل حسن

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة

سيبقى القرار الذي اتخذته بالهجرة إلى أخت بلادي، مصر الشقيقة، وبصحبتي الأسرة الكريمة، أصعب وأقسى قرار اتخذته في حياتي..
ولكن يبقى العزاء أنني (مرغم لا بطل).. فقد كسد سوق الصحافة الورقية في السودان تماما.. وما عادت تكفل للعاملين في مجالها أبسط مقومات الحياة الكريمة النزيهة الحلال..
وحتى الصحافة الإلكترونية، إن لم تكن للعاملين فيها مهنة أخرى، فإنها لا تطعمهم خبزا أو تسقيهم ماء…!!!!!!!!
وإذا فكرت في امتهان مهنة أخرى غير الصحافة في السودان، فإن الراتب لا يكفي لدفع قيمة الإيجار الشهري، والمواصلات، والأكل والشرب، والتعليم، والعلاج، وبقية التفاصيل الصغيرة التي لا تخفى عليكم….. لذا كان قرار الهجرة المؤلم…
اختياري لمصر الحبيبة، لم يكن عشوائيا…. ولا عن طريق الصدفة……. إنما لأنها (الحيطة بالحيطة).. ورائحة بلادي العزيزة الغالية، لن تغيب عني فيها…. كما أن هذه الزاوية لن تتوقف عن الإرسال بعد الهجرة إلى مصر، وستطل عليكم بإذن الله من نفس هذه الصحيفة (الصيحة)، يوميا،، وسأجتهد بقدر الإمكان في أن أعمل هناك في نفس المجال.. خاصة وأن لي تجارب سابقة مع صحيفة الرياضية السعودية في جده مع أستاذنا الجليل كمال حامد – أطال الله عمره – أواخر الثمانينات .. ومع صحيفة الاتحاد الظبيانية كمراسل في أواسط التسعينات..
أعلم أن الانسان مهما عاش في بلاد الغربة فاسمه “غريب”، وأن ترابُ الوطن أفضل له من بريق الهجرة وذهبها، لأنه يأْلف بلاده ويهواها حتى وإن كانت الحياة فيها أصعب.. وأعلم أن الهجرة نار لا يعلم مدى حرارتها، إلا من ذاق ألمها واكتوى بنارها، فالوطن يبقى كحضن الأم الحنون.. ولكنني أعلم في نفس الوقت أن الظروف حكّامة، وأنها قد تجبرك أحيانا عن الابتعاد حتى عن حضن أمك وأبيك،، ودفء أهلك وأشقائك وأصحابك.. فتمضي فيها بقلب حزين، وعين دامعة، سائلا الله أن يجبر هذه الظروف, فتعود إليهم أكثر بهاء وإشراقا..
دعواتكم هي التي ستكون زادي في هذه الهجرة القاصدة بإذن الله،، فلا تبخلوا بها عليّ.. فما التوفيق والفلاح إلا بإذنه تعالى.
وكفى به وكيلا.

قد يعجبك أيضا
5 تعليقات
  1. الهلالابي صالح يقول

    يا أستاذ …كل الامنيات الطيبة ليك و للاسرة الكريمة …. بالتوفيق و النجاح في كل خطاكم القادمة … إن شاء الله .

    فعلاً الحال لا يسر حبيب … ربنا يزيح كل البلاء عن بلدنا الغالية …. إن شاء الله .

  2. سوداني وأفتخر يقول

    بالتوفيق إن شاءالله….دا براه وداك براه…

  3. محمد الأمين يقول

    نسأل الله لكم التوفيق وان يحفظكم ويرعاكم

  4. ابوعبدالله الخضرابي يقول

    هل الحل في هجرة السودانيين وترك الامر لتسعة طويلة وغيره من الكيزان وماذا تفعل هناك تبيع اعضاءك لا حول ولا قوة الا بالله
    تصلنا ماسي من هناك من بيع وبيع وبيع ثم ماذا الموت لماذا لا تنتظر الموت في بلدك ان كنت لا بد أن تموت
    نعم الظروف احيانا تجبرك على الابتعاد قليلا او لكن ما كنت احسب ان السودانيين يتوجهون للشمال
    هم يريدون ذلك يعملون من اجل ذلك من اجل انهاء حاجة اسمها السودان من الوجود ولكن هيهات ينشرون الفساد والتهريب ويمارسون اشياء للاسف بابنا وبنات جلدتنا اللهم لا نطلبك رد القضاء ولكن اللطف فيه

  5. ابومحمد يقول

    أحييك الأستاذ القامة ( سماعين) إينما حللت أو رحلت فأنت فينا مثل مريخنا العظيم فحبنا إياك من حبنا له ، لأنك أحد سيوفه البتارة في الدفاع عن حقه بصدق وأمانة وتجرد، أمنياتنا لك بحياة كريمة في قاهرة المعز ، ونسأل الله أن يفتح عليك أبواب رزقه ويحفظك ويحفظ لك أسرتك.
    صحيح قرار الهجرة صعب ولكنه يبق خياراً قاسياً في ظل الظروف التي تعيشها بلادنا الحبيبة رد الله غربتها.
    أخوك في الله وأخوك في المريخ المهاجر منذ أكثر من 15 سنة ( أبومحمد).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد