صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شكراً قطر على كل شيء..!!

186

زفة ألوان
يس علي يس
شكراً قطر على كل شيء..!!

• إن مجرد التفكير في استضافة حدث كبير مثل كأس العالم يعتبر ضرباً من ضروب التفكير خارج الصندوق، وأوان إعلان نفسك للناس بأنك قادر على كل شيء يبدو مستحيلاً، يشير بثقة إلى أنك ترفع إصبعا انتصار في وجه كل التحديات، وتبتسم رغم الصعوبات، وكون أنك تزاحم كل العالم في استضافة حدث كهذا، وتقدم كل الضمانات لإنجاح فعالية تفتح الأبواب مشرعة لملايين الزائرين في توقيت واحد، وبأمزجة مختلفة، وبطبائع قد يصعب السيطرة عليها، فأنت تستحق أن تكون عظيماً كدولة قطر، التي قبلت التحدي، ونجحت رغم أنف كل المخذلين وكل المشككين، وقدمت أنموذجاً عصياً على التقليد في استضافة هذا الحدث الكبير..!!
• أصحاب التفكير المحدود ظلوا يهلكون الوقت في النظر إلى المال المبذول تجهيزاً للمونديال، وكلما افتتحت قطر منشأة أو طريقاً أو مدينة، أو فندقاً يهرولون إلى الأوراق، لتقدير حجم الخسائر، بعلامات الخيبة والحسرة البائسة، فأولئك يظلون في هذا القفص المحدود، ينظرون إلى الخسائر دون أن يمنحوا أنفسهم فرصة النظر إلى حجم المكاسب الخاصة بدولة قطر ومواطنها الكريم المعطاء والشهم، ودون حتى أن يمنحوا أنفسهم فرصة النظر بعين الصقر إلى الأفق البعيد، بعيداً عن المصطلح الأعرج “كلف كم من المال؟؟” ، فهنالك سؤال يبقى أعمق وأشمل وهو “ماذا عكس للعالم؟؟”، والإجابة على هذا السؤال كفيل بأن يجعل أي رقم من المال مبذول في استضافة كأس العالم هيناً، ولا يساوي شيئاً مقابل المال الذي سيبدو ضئيلاً مقارنة بالمكاسب..!!
• قطر أجبرت العالم على احترام عاداتنا وتقاليدنا وديننا، وعلمت العالم حين جاءها زائراً أننا نستحق الاحترام، وأننا أكبر من تلك الصور المهزوزة التي يحرص العالم الأوروبي على رسمه لمواطنيهم هناك، فالعالم بكل ثقافته وتكنولوجيته، وإطلاعه يبقى جاهلاُ ومتلقٍ بائس لمجموعة من الأكاذيب التي يروج لها إعلامه هناك، فهو يرسم الشرق الأوسط على أنه منطقة متخلفة تعج بالصراعات، والجماعات الإسلامية المهووسة بالتفجيرات والتقتيل، يرسمون المنطقة العربية في أذهان الناس في أوروبا والأمريكتين على أنها إعرابي قذر الثياب يسوق ناقته ويرتدي حزاماً ناسفاً.
• فماذا فعلت قطر.؟؟
• قطر جاءت بالعالم إلى المنطقة، والعالم هنا هو المواطن الأوربي والأمريكي البسيط الذي يكتفي بمشاهدة تلك السموم ثم يقتنع بها دون أدنى تفكير، جاءت به قطر ليرى بأم عينه أن المنطقة العربية قد عبرت، وأن تكنلوجيا لندن وواشنطن وطوكيو وبكين وكولمبيا والبرازيل موجودة في الدوحة والرياض والإمارات والسلطنة، وأننا لسنا متأخرين عن العالم، بل نوازيه ونكاد نسبقه، فأي رسالة نجحت قطر في توصيلها من قلب الحدث واستغنت عن الآف الوسائط لتوصيل هذه الرسالة ليقرر كل زائر بنفسه ثم ليكون سفيراً حيث ينبغي أن يكون؟..!!
• قطر تدرك تماماً مدى ارتباط الإنسان بمكان قد زاره ذات بهجة، كلنا كذلك، تجتذبنا أخبار الأماكن التي زرناها في العالم، وما إن تنفتح السيرة حتى ننفتح بالحديث عن ذلكم المكان ونسترسل في الحكي عن الأماكن التي زرناها وذكرياتنا، وذلك سيوفر على إنسان المنطقة العربية مهمة نقل التفاصيل، فالأمر أصبح متروكاً لكل من زار الدوحة في هذه الفترة، وستختلف نظرة العالم لنا من 2022 إلى ما بعدها، فليس من رأى كمن سمع..!!
• العالم الآن سيغير نظرته إلينا، وسيظهر ذلك بوضوح من خلال ما ستفرزه قادمات الأيام، ستجد من يقف كل صباح دفاعاً عن الشرق الأسط، وعن قطر وعن المنطقة العربية، فلم يعد بإمكان أحد سياسيا كان أم رياضياً أن يوزع الترهات على المواطنين، أو أن يشر أو يكذب فيما يتعلق بمنطقتنا، فهنالك الكثير من العارفين، لذلك فقد حاربت قطر تجهيل العالم بالمنطقة، بفتح أبوابها وبذل مالها لهذه الرسالة السامية، وقد نجحت أيما نجاح، لذلك فإن الشرق الأوسط يبقى مديناً لقطر بهذا، وكل احترام قادم للمنطقة فإن لدولة قطر منه نصيب الأسد بلا أدنى شك..!!
• سينتهي المونديال، وسيعود كل رسول بما حمل من انطباعات وذكريات، كلهم سيحمل رسالة إلى محيطه الصغير والكبير، ثم سيشع هذا العالم من بقعة صغيرة ترقد على خاصرة الخليج اسمها قطر، ثم يبدأ “الصاح” والتصحيح..!!
• شكراً قطر على كل شيء..!!
• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
• صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد