صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الناقصنا شنو؟!

421

أفكار

محمد الجزولي

الناقصنا شنو؟!

. تحولت اندية المشاهدة في السودان هذه الأيام إلى استديوهات تحليل مباريات مونديال، في الفترة ما بين المباريات وهناك مشجعون يملكون قدرة عالية من الثقافة الكروية العالية.
. أعجبني تحليل أحد المشاهدين في بحري وهو يحلل أسباب تراجع اداء اسبانيا أمام المانيا أمس الأول وفقدانها السيطرة على الكرة وقال ان السرعات والرغبة هي من صنعت الفارق لصالح المانيا.
. وهذا أمر طبيعي لأننا في السودان شعب متابع لكل شيئ وملم بكل شيئ في الثقافة والرياضة والسياسة والاقتصاد والجريمة لأن هناك مقولة كانت راسخة وثابتة وهي (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ).
. هذه القراءة برغم اندثارها في السودان ولكن البعض لا يزال حريصاً عليها في مواقع التواصل الاجتماعي لذلك ستجد سودانياً يعرف عن دولة ما أكثر مما يعرفه عنها بعض مواطنيها.
. ونحن في طريق العودة من أحد أندية بحي الدناقلة جنوب في بحري، المشاهدة بعد مباراة اسبانيا والمانيا سألني أحد الشباب وقال لي: (الناقصنا شنو عشان نصل المونديال)؟
. اعتقد أنه سؤال منطقي جداً ولكن الإجابة عليه تحتاج إلى خبراء يفوقوني علماً وخبرة في مجال كرة القدم قبل الصحافة والاعلام لأن مشكلة السودان متشعبة وكلما وقفت عند مشكلة ظهرت مشكلة أخرى.
. فالذي وجه لي السؤال يرى أن السودان به لاعبون أفضل من بعض الذين يمثلون أوطانهم في مونديال قطر وضرب مثلاً بأكثر من لاعب وقلت له المشكلة ليست في اللاعبين.
. كرتنا السودانية تعاني من مشكلة التخطيط وغياب المؤسسية وفقر البنية التحتية وغياب المدارس السنية التي تسهم في تكوين اللاعبين، فالمهارة ليست أمرا أساسياً لممارسة كرة القدم.
. كما قال الخبير الفاتح النقر إن الجوانب التكتيكية غلبت على الجوانب المهارية في مونديال قطر وضرب مثلاً بفوز السعودية على الارجنتين ومعاناة البرازيل أمام صربيا.
. وصول السودان لنهائيات كاس العالم قد لا يحدث حتى تقوم الساعة اذا واصلنا على هذه الطريقة التي تدار بها كرة القدم عندنا، وبنفس العقلية الإدارية.
. الطريق إلى كأس العالم طويل وشاق وبه منعرجات وعقبات تحتاج لفلسفة وخبراء وتخطيط سليم لتجاوزه حتى نصل إلى المرحلة التي نفكر فيها بالوصول للمونديال.
. المستوى المبهر الذي قدمته السعودية في مباراتيها أمام الأرجنتين وبولندا لم یکن ضربة حظ أو صدفة إنما جاء بسبب التطور الكبير الذي حدث في الدوري السعودي والذي انتج لاعبين يمكنهم الاحتراف في الدوريات الاوروبية الكبرى.
. لا نريد ان نتحدث عن المنتخب المغربي وغانا والسنغال والكاميرون وتونس لأن هذه المنتخبات تعتمد بشكل كبير على المحترفين في الدوريات الاوروبية لذلك لا يوجد مثال لنا في السودان افضل من السعودية.
. يجب ان نفكر أولا في جعل الدوري السوداني الممتاز قوياً وجذاباً وهذا لن يتحقق إلا بدعم الدولة لأن الأندية بدون موارد وقبل ذلك انتخاب اتحاد مركزي له رؤية واضحة للتطوير ووضع البرامج التي تحقق هذا الهدف.
. وبما أن كل هذا لا يمكن تحقيقه في دولة مثل السودان سنظل طوال عمرنا نتحدث عن إننا أسسنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم وعلمنا اشقاءنا في دول الخليج كرة القدم وبس.
. خلاصة القول : فالذي ينقصنا يا عزيزي هو الشفافية والنزاهة والتخصصية والمؤسسية والبنية التحتية والإدارة المحترفة والتسويق الرياضي واكاديميات كرة القدم، ونحن في الأصل لا نملك غير التنظير والتقليل من مجهود الآخرين.
. وفي الختام الناس وين ونحن وين؟.. والسلام.. !

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. لاعب قديم يقول

    الذى ينقصنا هو الانانية وعدم وجود دعم حكومى يخصص للرياضة واتحاد كرة قدم يكون( محترم) وبيئة كروية جاذبة ومحترفين واعلام صادق بعيد عن العصبية

  2. Murtada murtada يقول

    ما ناااااااقصناااا اي شيء لانووو الكل مؤتمر وطني ومكزبيييييين علي الشعب المسكيييييين ده لكن الناقص الهلال يا ود عمي الجزولي مسمااااااار نص من حبيبو المريخ ولا مش كده لكن المحيرني البجيبوووو منووو العجب يا تري التكت يا ربي ولا الأيام دي في واحد نفسووو مفتوحه قوي يمكن ياخد نصييييب اديسوووون ما تنسووو أيها الهلالاب الدلاقين الاسم ده ولكم حبي

    1. Hajjam يقول

      دلقوني موهوم مكثر من مخدرات اليخماو. 😹😹😹

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد