صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نحن والمونديال !!

256

أفكار

محمد الجزولي

نحن والمونديال !!

. تحظى مباريات كأس العالم الذي يقام هذه الأيام بقطر بمشاهدة غير مسبوقة على مستوى العالم وقياسية في السودان، لاسباب قد تبدو فيها نوع من العاطفة مع قطر الشقيقة.
. فهذا النجاح الذي حققته قطر في التنظيم جعل كل العرب والمسلمين يشعرون بالفخر لأنهـا انابت عنهم واجبرت الجميع على احترام الثقافة الاسلامية بعيداً عن العرق واللون.
. كل من شاهد مباريات المونديال، انتابه الشعور بالحماسة، والثقة بأن من يريد أن ينجح في أي محفل ما عليه الا أن يوفر ادوات النجاح ويعطي العيش لخبازه.
. هذا هو سر نجاح قطر التي ابهرت الجميع بعيداً عن خروج العنابي من البطولة بعد أن دفع ثمن ابتعاد لاعبيه عن المباريات التنافسية برغم الاستقرار الذي يعيشه.
. ولكن اللافت أن هذا المونديال سيطر على الجميع وفي نفس الوقت كشف سطحية الذين ركبوا الموجة وسمحت لهم الظروف بالسفر إلى الدوحة ومعايشة الحدث الكبير.
. فتشجيع السودانيين لقطر ليس بسبب وجود لاعبين من السودان يا فاطمة كباشي انما لروابط أخوية راسخة في جذر التاريخ بين السودانيين والقطريين الذين يكنون كل الحب والتقدير والاحترام للسودانيين.
. وفي أندية المشاهدة ستجد الدراما الحقيقية بشأن التعليقات والتحليل والحديث بسطحية أكبر عن مستويات المنتخبات في تأكيد صريح على أننا ملوك التنظير في العالم.
. الادلاء بالآراء يجب أن يكون معتمداً على الدراية واصول اللعبة وليس على اشیاء عاطفية بحتة مع أن كرة القدم في الأصل هي لعبة العاطفة وليس لها علاقة بالمنطق إلا في حدود المعقول.
. فالناس هنا في السودان يتابعون المباريات برغم توقيتها المبكر ومعظمهم عبر الهواتف النقالة والمستفيد بكل تأكيد هي شركة الاتصالات التي كان يجب عليها ان تخفض رسوم الانترنت في ايام المونديال ومن ثم تعود إلى التعريفة القديمة.
. الملاحظة التي يجب أن نقف عليها نحن كسودانيين واتمنى أن يستفيد منها الاتحاد العام، التطور الكبير الذي حدث لمنتخبات آسيا التي قدمت مباريات لا تقل عن المنتخبات الكبيرة في اوروبا.
. هذا التطور لم يكن ضربة حظ أو صدفة انما بعمل مدروس وبخطط قصيرة المدى وبعيدة المدى والاعتماد على اللاعبين الذين تعلموا الكرة على أصولها وهم صغار.
. فاهتمامنا بهذا المونديال يجب أن ينعكس على كرتنا السودانية التي تعيش في جزيرة معزولة بعد اختفاء الاشراقات التي كانت هنا وهناك بسبب الفوضى التي تمارس على مستوى أعلى هرم بالكرة السودانية.
. وفي نفس الوقت على جمهورنا عدم المقارنة بين مباريات المونديال ومستوى دورينا لأننا لا نملك ملاعب تساعد اللاعبين على تقديم قدر العندهم من مهارات.
. حتى ملعب الهلال الذي كان هو الأفضل في السودان تأثر كثيراً بضغط المباريات وأصبح معيقاً لحركة الكرة وهذا ما يجب أن ينتبه له القطاع الرياضي قبل فوات الأوان.
. سينتهي المونديال وسنخرج منه كما دخلنا على كافة المستويات وسنعود للت والعجب في ملاعب الدوري الممتاز التي تحتاج لوقفة من الدولة إذا كانت هناك دولة في الأصل.
. فملاعب مونديال قطر أنشأتها الحكومة القطرية التي صرفت ۲۲۰ ملیار دولار من أجل هذا الإبهار.. أما في السودان فأموالنا على قلتها تذهب إلى جيوب الإداريين والشواهد كثيرة.
. فالمونديال بالنسبة لنا في السودان عبارة عن موسم ترفيه والسلام، وحتى مسؤولي الاتحاد الذين حضروا في حفل الافتتاح ولا يزال بعضهم هناك، لن يفكروا فيما يجب أن يقوموا به من أجل تطوير الكرة في السودان لأن الإدارة عندهم سفروصور وتصريحات لا أكثر ولا أقل. حماه الهلال
. خلاصة القول: الدروس والعبر من المونديال كثيرة ولكن تتلخص في شيئ واحـد وهو من يريد أن ينجح عليه أن يضع الأفكار ومن ثم يفكر في التمويل لان ضياع المال أسهل من جمعه.
. وفي الختام كل الدول عبرت.. إلا نحن محلك سر … والسلام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد