صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تداعيات مونديالية ( 1 ) إفتِتَاح مُذهِل وقطر تكتُب التاريخ !

309

تداعيات
إيهاب صالح
تداعيات مونديالية ( 1 ) إفتِتَاح مُذهِل وقطر تكتُب التاريخ !
* أولاً لا يسعني في كل مساحة هذا المقال أن أسطر كل ما شاهدته عيناي من الإبداع والروعة في إفتتاح مونديال كاس العالم وما مارسته دولة قطر الشقيقة من السحر الحلال والجمال وهي تكتب تاريخاً وتصنع حدثاً من الصعب تجاوزه ونسيان تفاصيله منذ بداية إستعداداتها من سنوات ليوم الأمس وما تليه من أيام مونديالية بنكهة اسيوية عربية اسلامية خالصة المذاق والشكل .
* مثلما شق الأذآن سماوات قطر بأصوات رخيمة أجبرت الأجانب على الإستماع له بإعجاب عند كل صلاة ، وتوقفت فقرات الافتتاح له وكأنه فقرة إجبارية تكمل الصورة الزاهية ، صوت رخيم من القطري غانم المفتاح الذي يعتبر معجزة علمية قطرية بمثابرته واجتهاده رغم اعاقته الواضحة التي حولها من اعاقة جسدية الى شكلية خالية من كل انواع الاعاقة بل تميز بها وقاد به شركته الخاصة واصبح محاضراً وأصغر متحدثاً في الأمم المتحدة وسفيراٌ للنوايا الحسنة وكثير من الانجازات ، حوار عميق المعاني بينه وبين الفنان والنجم العالمي مورجان فريمان ، قبل أن يتمازج المطرب فهد الكبيسي مع المغني الكوري جونغكوك في دويتو خاص بانتاج وتوزيع عربي خالص ، ومن ثم استعادة ذكريات كؤوس العالم السابقة بتقديم التمائم الخاصة بها والاغنيات التي صاحبتها ، غير بقية الفقرات التي أكدت أن قطر قدمت افتتاح تاريخي أذهل المتابعين وأدمع أعين البعض وبالطبع لن يعجب الكل فلابد من منتقدين ومنقصين لكن الثابت ان الإفتتاح خلب الألباب ومنح قطر وتنظيمها العلامة الكاملة .
* افتتاح المونديال لم يكن جميلاً مذهلاً في فقراته فقط وأنما في بطائنه التي حوت الردود الشافية على كل منتدقي المونديال ومنتقدي إقامته في قطر ، بدأوا بالنيل من الفيفا نفسها وأن قطر استمالت الاعضاء بالرشاوي ، ثم تحدثوا عن المناخ الحار وصغر المساحة لقطر وغيرها من الانتقاصات بالرغم من أن قطر وضعت برنامجها ونظمت كل شيئ وقدمته لهم في تقارير متكاملة مدروسة ومشروح فيها كل شيئ ، انطلقت البطولة بالأمس ولم يشعر أحد بالحر ولا بالصيف الحارق ولا بصغر مساحة قطر ولا غيره ، بل تفاجأوا ببنية تحتية رهيبة وتنظيم راقي المستوى وملاعب مبنية على أحدث طراز وتفوق إعلامي كبير مصاحب للفعاليات ، ببساطة قطرألقمت كل المنتقدين حجراً وسطرت اسمها بأحرف من ذهب وهي تنفذ حلماً قديماً للشيخ حمد بن خليفة تحقق بعد سنوات كان قبلها يعد مجرد حلماً .
* تواصل الانتقاد اللاذع ولاحق القطريين حتى وهم في أسوأ مستواهم الفني داخل الملعب واستعجل الإعلام البريطاني في وصف الهدف الأول الذي تم الغاؤه لمنتخب الاكوادور بسبب التسلل وتبادلوا في السخرية من التحكيم وبث كل الحقد والعنصرية التي تحتويهم ، حتى وضح الفار سوء نواياهم وصحة قرار الحكم .
* بالنسبة للمباراة الافتتاحية والتي جمعت قطر البلد المنظم والاكوادور البلد الذي كان قريباً جداً من مغادرة المونديال والاستبعاد من المنتخبات المتأهلة من امريكا الجنوبية في قضية كادت ان تعصف به وتؤهل منتخب شيلي بدلاً عنه الا ان قرار لجنة التحكيم فيها جاء في صالح الاكوادور التي تنفست الصعداء في اخر لحظة وقدمت الى قطر برغبة اكيدة في اثبات ذاتها وتقديم مستوى كبير بشبابها الواعد وبعض المحترفين المتميزين في مقدمته فالينسيا مهاجم فنار بخشة التركي الذي تألق في الافتتاح بالأمس وسجل هدفي اللقاء واضعاً نفسه مبكراً في صدارة الهدافين .
* هداف المونديال ومن الذي سيظفر بهذا اللقب ، يبدو انه سيكون سباقاً محموماً جداً مع التقدم الكبير في طرق اللعب وصناعة الفرص وسرعة التحول الهجومي للمنتخبات التي تتمتع بأجنحة سريعة مهارية وصانعي العاب متميزين وأجهزة فنية ذات خبرة ودراية وفكر كروي عالي ، سيكون الباب مفتوحاً لأفضل مهاجمي المونديال مبابي الفرنسي حتى مع غياب عدد كبير من معاونيه من منتخب الديوك ويستعد ليونيل ميسي ولاوتارا ودي ماريا في التانغو الارجنتين وكرستيانو رونالدو في البرتغال ونيمار في منتخب السامبا البرازيلي ويجاهد ليفاندوفسكي مع منتخب بلاده بولندا وغيرهم من نجوم الكرة العالمية المشاركين في المونديال الكبير .
* توهان غريب لازم لاعبي منتخب قطر بالامس ويبدو ان انشغالهم بالافتتاح وحضورهم المبكربالاضافة الى الشحن الزائد قد أثر كثيراً في مردودهم ، لم نكن لنطالبهم بالفوز على الاكوادور القوي ولكن كانت الرغبة ان يلعبوا كما عرفهم الجمهور في كاس اسيا وبطولات الخليج وحتى بطولة كوبا امريكا التي تمت استضافتهم فيها ، لم يقدم نجوم قطر أي شيئ يذكر ولم يظهر اكرم عفيف صانع اللعب ولم يظهر المعز علي الهداف المتميز ولم يظهر عبد الكريم حسن المدافع الفولاذي ولم يظهر عبد العزيز حاتم لاعب الوسط ولم يظهر بوضياف المحور المتألق ولا الحيدوسي لاعب الخبرة ولا أحد ، بل بدوا كاشباح تتحرك في الملعب سرعان ما سيطر عليها لاعبو الاكوادور وافلحوا في تحويل الدفة اليهم وبرعوا في التسجيل والتهديف والتقدم وطريقة اللعب التي جعلت الملعب حكراً لهم بدون وجود للقطريين الذين استسلموا لمصيرهم مبكراً بعد ان اهتزت شباكهم ثلاث مرات ابعدهم الفار في اولاها بسبب التسلل وتمكن فالينسيا في مناسبتين من هز الشباك القطرية بمهارة وقوة ، فوز مستحق للاكوادور ونتيجة مخيبة لقطر التي تنشد العودة عبر بوابة افريقية صعبة تمثلها السنغال ومدرسة اوروبية قد تكون الحصان الاسود في البطولة تمثلها هولندا .
آخر التداعيات
* نحن العرب .. نحن التاريخ والمستقبل نحن الحضارة والثقافة ونحن من علمكم .. تلك بعض كلمات ترنم بها المعلق عصام الشوالي وانداح في أوصاف العروبة ومدحها وبدت كأنها من ضمن احتفائية الافتتاح من معلق كبير ومحبوب !

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد