صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

المساكين..!!

634

زفة ألوان
يس علي يس
المساكين..!!

• بمثلما قسونا على الموديل آية آفرو وحسن تسريحة وأفرغنا من خلالهما كمية كبيرة من الشحنات السالبة التي تحتشد بها نفوسنا جراء الضغط السياسي والإقتصادي والاجتماعي، فإنه ينبغي علينا أن نملك الشجاعة الكافية لنواجه أنفسنا ونجلد ذواتنا ونقول إننا شاركنا بنسبة كبيرة في توالد “التفاهات” والترويج لها واحتضانها بالصورة التي جعلتها مسيطرة على يومنا وأمزجتنا لأننا بتنا نعاني فراغاً كبيراً كمجتمع كامل وليس على مستوى الأشخاص مثل آفرو وتسريحة، حتى أصبحوا نجوم مجتمع ويحظون بنسبة مشاهدة عالية لا يكاد يجدها آخرون يقدمون محتويات أرقى وأكثر فائدة..!!
• السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة واضحة وشفيفة هو: من هم “الفارغين”..؟؟، هل هم مقدمو المحتوى “الهايف ده” أم أنهم الملايين أو الآلاف الذين “يكسرون ركبة” على صفحات آية وتسريحة، فيمنحونهما الزخم هذا، ويجعلونهما قبلة لكل الباحثين عن الترويج، والمعلنين، فالمروجين يبحثون عن الكثافة لترويج بضاعتهم وأفكارهم، والمعلنون يبحثون عن التسويق لسلعتهم وتعريف الناس بها، لذلك هم دائماً ما يبحثون عن التجمعات الكبيرة، ولا يهمهم إن كان هذا التجمع في منتدى ثقافي، أو في “بار”، لأن هدفهم “الناس القاعدين” وليس محتوى ما يقدمه “اللامي الناس ديل”..!!
• لذلك فإننا مشاركون في تشجيع ما تقدمه الموديل آية آفرو وحسن تسريحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن نقرة الماوس وزيارة المحتوى تحسب رقما للمشاهدة ولا ترى إن كان في جبهتك “غرة صلاة” أو خمر يسيل من شفتيك، ولا تقرأ ما كتبته “شتيمة أو موعظة أو شكر لصاحب المحتوى”، فهي تتعامل معك كرقم مشاهدة فقط أياً كان مستوى تفكيرك..!!
• نحن وآية آفرو وتسريحة وغضب الصحراء وكل مواطن سوداني ندخل في زمرة “المساكين” الذين ندفع ثمن سياسات تجهيل خاطئة كان الهدف منها الوصول إلى هذه المرحلة من الفراغ، ومقاتلة طواحين الهواء، ودحرجة صخرة “سيزيف” إلى ما لا نهاية،وقد نجح المخطط القديم، وآن أوان الخطة “ب” منه، وهو الصراع والاختلاف على لا شيء لخلق أكبر المشاكل..!!
• إننا نحتاج أن “نفوق” من هذه الغيبوبة ونتعامل كـ”بني آدمين”، وأن نتخلى عن غرورنا الزائف، ونتنصل عن الأنفة التي نتعامل بها مع “الأمور التافهة” في العلن ونلعن صاحبها، ثم نتابعها في خلواتنا بشغف، فهذا النفاق مضر، ويخلق حالة من الانفصام يصعب معها العلاج مهما اجتهدنا..!!
• آية وتسريحة هما ضحية لكل هذه “التفاهات” التي نعيشها، ولعلهما لم يجدا طريقاً أفضل لتقديم نفسيهما ورعاية طموحهما في الظهور، لأننا ببساطة – كمجتمع – “عامل فيها متعلم ومستنير”، لم نقدم لهما النصيحة والدعم والعون والتوجيه، ومع ذلك لم نجد غضاضة في أن نحاكمهما ونحكم عليهما بالإعدام شنقاً بأحرفنا الحارقة والحاسدة أحياناً، فنحن تعودنا أن نحسد “أي زول” في أي شي..!!
• رفقاً بنا، وبكم، وبآية آفرو، وتسريحة، وبدلاً من أن نجعلهما “تختة” نصوب عليها سهامنا ينبغي أن نوظف إمكانياتهما في طريق “أصح” ونستثمر نجوميتهما وحبهما لها في تقديم محتوى مثمر، ومعالجة أمراض مجتمعية صارت تطفح كل يوم بشكل عادي، وتقويم مسيرتهما لأجل المصلحة العامة بدلا من إعدامها..!!
• أما إذا واصلنا في هذا “الخمج” وهذا التنمر الضار فإن مسيرة آفرو وتسريحة ماضية بما هي عليه شئنا أو أبينا..!!
• وريتكم غايتو..!!
• اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
• أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
• صلّ قبل أن يصلى عليك..!!
• ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. صلاح يقول

    كلام سليم جدا يا أستاذ ياسين، وفعلا نحن من نصنع من اللاشئ شيئا، ولو طنشنا الجماعة الذي ديل حايتلاشوا بنفس السرعة الظهروا بيها، ويمكن أسرع كمان، لكن نعمل شنو مع الكبكابات المغفلين ؟
    الله المستعان….!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد