صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شايلة السقا وعطشانة..!!

578

زفة ألوان
يس علي يس
شايلة السقا وعطشانة..!!
* أغنيات الطمبور تحمل الكثير من المعاني العبقرية والصور الحياتية اليومية والمشاهد الدرامية؛ لعبقرية الكلمة والاحساس والتصوير في ديار الشايقية؛ وهم الذين نشأوا ما بين نيل ونخيل وصحراء وجروف؛ فشكل هذا الخليط من الطبيعة انسانها، وجعل من التصوير اللفظي ما يفوق عدسات أبرع المصورين؛ عبر اسلاك الالة الشعبية الحنينة وحناجر تشق عنان السماء حدتها فترسم الجمال والطرب حين تحمله النسمات في هدوء الليل ؛ وهو ما صوره مجنون القرير عمار قطبي ” ترن النسمة نفحة.. مكندكة بالربابة.. تهز شوقي البيوقد .. حنين ذكرى وصبابة”..!!
* عبقرية الطمبور لم تقابلها عبقرية اعلامية لتمنح هذا الفن مكانته؛ ولترسل للعالم اجمع عن كيف تتنوع الالحان والاغنيات في ايقاع واحد؛ وكيف تتغير الاحاسيس بذات الايقاع؛ فالدليب ايقاع يصلح للفرح والحزن معا، يمكن ان يكون مسارا لكلمات مثل ” يس غريب اغفرلو يا مولاي.. وانزلو منزلة عبدا تقي وصلاي”، وسكة لفرحة مثل ” جيت في فرحك اشارك بي رضايا ورغبة مني.. جيت امد ايدي البترجف.. لي ايادي ملاني حني”؛ وربما نسيت اللغة العربية في غمرة بهجتها ” الياء الحنينة” التي يستخدمها الشايقية كبديل للتاء المربوطة..!!
* جيل وراء جيل كان فنانو الطمبور يقدمون هذا الجمال؛ النعام ادم؛ اليمني؛ يس عبد العظيم؛ محمد جبارة؛ محمد كرم الله؛ عبد الرحمن عجيب؛ ود المساعيد؛ ولكن كان صديق احمد هو المدخل الى الناس من اوسع الابواب فقدم الاغنية الشايقية حتى اعتادت عليها اذن سكان الوسط؛ فكانت اجمل الحلوين؛ صابر جرا؛ بي بشيشكن يا عيوني؛ نار عويش؛ تمن شقاي والكثير من الاغنيات الاخرى في معية العملاق شيخ العاشقين عبد الله محمد خير والدابي وابنعوف وغيرهم من عمالقة شعراء الشمال ..!!
* هذا بالتأكيد دون نسيان لفضل النعام ادم او عثمان اليمني او كل من قدم نفسه مغنيا ومدندنا بتلك الالة الساحرة..!!
* انتشار سوق الكاسيت منح اغنية الشايقية براح اكبر؛ ولكن التدشين والمبادرة كانت من الشامخ ” صديق أحمد” والذي قدم البوم ” حبل الصبر” ووجد قبولا ورواجا كبيرا في سوق الكاسيت ثم تلاه بعد ذلك البقية فكان عبد القيوم الشريف وطارق العوض وجعفر السقيد ويعقوب تاج السر وثنائي العامراب حتى ظهر مجدد الغناء بالطمبور محمد النصري الذي يمثل محمود عبد العزيز الشمال..!!
* قبول الناس للغناء الشايقي وعمق مفرداته وجمال الحانه دفع الكثير من الفنانين للتغني باغنياتهم سواء من خلال البوم كامل؛ او من خلال عمل او عملين؛ فكانت حنان النيل وخالد الصحافة؛ والعديد من الفرق الغنائية التي ظهرت من حين الى اخر..!!
* لا ننسى بالتأكيد تجارب العمالقة من الفنانين محمد وردي وكابلي ومصطفى سيد احمد وصلاح مصطفى وسيف الجامعة واخرين؛ وقد وظفوا الايقاع في الحان نصوص مختلفة، ولكن ثنائية وردي واسماعيل حسن؛ ومصطفى وحميد كانت ذات ثقل ملموس اغرت الاخرين لطرق هذا المجال وهذا الابداع المولود من بساطة الطبيعة ونقائها..!!
* السباحة في بحر ” يا مولاي آه من غلبي وحدها” يحتاج لكل امكانيات وقدرات سلطان كيجاب ورشاقة ترجمان حتى لا تنجرف في بحر الجمال؛ وحتى لا تتوه في دوامة ” زي فرخ القطا الاماتو ركن وفرن”، لتقذف بك الصورة الجمالية الى عوالم لا تملك حيالها سوى التصفيق في عالم اللا وعي الجمالي..!!
* ربما نظلم كثيرين بهذا السرد السريع لجنة من الجمال؛ والوان واصناف من الابداع؛ يسقط من ذاكرتنا اسماء كثير من المبدعين الذين اثروا الساحة؛ وآخرين قابعون تحت ظلال النخيل وبين السواقي واحواض الزرع المسورة باللوبية؛ يدندون ما بين الحفائر والجنابية؛ لا يعيرون الاعلام والظهور انتباها؛ ويكتبون انات السواقي برضا زاهد؛ وبعمق حكيم؛ وبلسان متنبيء؛ وحق لهم علينا أن نرسل سلاما عميقا لهم..!!
* الطمبور صديقنا وعزنا وملجانا وكتين السنين تفتح بوابة احزانا.. مما قمنا نسمع فيهو لا ملينا لا ملانا .. زي ابل الرحيل.. شايلة السقا وعطشانة..!!
* خارج النص: من يظن أن الهلال قد تأهل بالتعادل في دار السلام فهو يتبع وهماً، مثل ذلك الذي يسمى لجنة انضباط استدعت العليقي ورفاقه..!!
*اللهم اغفر لي ولوالدي.. رب ارحمهما كما ربياني صغيراً..!!
* يا اللجنة ح تمشي يا العليقي ح يمشي..!!
* اقم صلاتك تستقم حياتك..!!
* صل قبل أن يصلى عليك..!!
* ولا شيء سوى اللون الازرق..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد