صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الهلال يسجل أحلى الأهداف ..!!

1٬160

فوق الأشياء

عمر بشاشة

الهلال يسجل أحلى الأهداف ..!!

أقترب الهلال كثيراً من الظفر بلقب الدوي الممتاز ( لقبه المحببغصباً عننا ) للمرة الثانية توالياً (ما لم تحدث معجزة في زمن غياب المعجزات ) بعد فوز حامل اللقب على الوادي نيالا بهدف المتألق وليد الشعلة بشيخ الاستادات عصر أمس ، كان كافياً ليظفر الهلال بالنقاط الثلاث وإبقاء الفارق مع غريمه ونده التقليدي كما هو، وذلك بعد فوز المريخ على الشرطة القضارف بثنائية صلاح نمر وتوني في أمسية نفس اليوم بملعب الجبل .
الأجمل مافي المبارايتين ليس تحقيق الفوز والانتصار ، لانه أمر أكثر من اعتيادي أن يفوز العملاقين في مباراة للدوري الممتاز أو التتويج بلقب المنافسة الذي انحصر بينهما عبر تاريخ المنافسة الطويل منذ تأسيس الممتاز رسمياً ، الحدث الأجمل والذي بسببه دونت  هذه الزاوية الرسائل الإيجابية و القوية والعميقة  التي بعثها الناديين قبل المباراة  تنديداً بما يجري من أحداث دموية وإنتهاكات  في ولاية النيل الأزرق  بين مكونات المجتمع الواحدبسبب فئة باغية تريد الفتنة وزعزة الأمن ، حيث رفع لاعبو الهلال لافتة أبرزتها وسائط التواصل الاجتماعي (لا للعنصرية .. لا للقبلية .. نعم للتعايش السلمي ) أما  ألتراس الهلال العاتي(نحبهم في الله كما ألتراس المريخ ) فحمل لافتة بارزة في الملعب قالت ( القبلية للتنوع لا للإقتتال .. كفانا نزيف ) وايضاً حمل لاعبو المريخ قبل بداية مباراتهم  ضد الشرطة القضارف  لافتتين   واحدة قالت  ( الدم السوداني واحد .. لا للجهوية لا للعنصرية ) والأخري ابرزت العنوان  التالي ( السودان بشيلنا كلنا .. تباً للحرابة .. مجداً للسلام).
هذه الرسائل  من الفريقين وجمهورهم تؤكد أنه لا أنفصال بين الرياضة والسياسة وهي رسائل محبة من المجتمع الأكثر تأثيراً وحضوراً وهي بمثابة  دعوة للتعايش السلمي ونبذ العنصرية البغيضة التي طفت إلى السطح مؤخراً ، هكذا هي الرياضة دوماً مبادرة وفي الطليعة وسباقة لطرح رسائل تعزز ثقافة السلام في المجتمع .
نعلم أن هنالك أصوات عديدة تنادي بإبعاد السياسة عن الرياضة وتغيير قوانين الفيفا والاتحادات القارية والمحلية لفرض عقوبات صارمة ورادعة على اللاعبين الذين يستغلون الملاعب للتعبير عن مواقف سياسية أو دينية أو عرقية ، وألا تتوقف العقوبات على الغرامات المالية.
وفي الواقع فإن ملاعب الرياضة كانت مسرحاً على امتداد التاريخ لنجوم رياضيين ، مارسوا السياسة غصباً عن الجماهير ، حيث يستغلون المباريات الحاسمة التى تحظى بمتابعة كبيرة ، ليكشفوا عن أفكار ومواقف لا علاقة لها بالرياضة وأهدافها النبيلة .
الرياضة ليست منفكة عن الحراك الاجتماعي العام لذلك قد نجد أن كثافة المتابعة للرياضة عموماً وأحداثها قد تمثل الدرجة الأهم وتعد المجال الأول للمتابعة في حياة الناس بمختلف بقاع الأرض.
دوماً ما تدعو المؤسسات الرياضية العالمية وتشدد بقوة على عدم إقحام الرياضة في الشعارات السياسية، أو استغلال الأحداث والفعاليات والبطولات الرياضية في تمرير الرسائل والشعارات السياسية أياً كانت، وتمنع منعاً باتاً يصل إلى العقوبات والغرامات والإيقافات لمن يتجاوز هذه الأنظمة.
واليوم نشهد تحولاً هائلاً في مفاهيم وأدبيات هذا الاتجاه الذي ظهر في أحداث روسيا وأوكرانيا حيث انقلبت موازين العرف الرياضي، واختلت توجيهات المؤسسات الرياضية، فرأينا إقحاماً سافراً وسريعاً للرياضة في هذا الحدث السياسي، فتم السماح برفع شعارات تدعم طرفاً على حساب طرف آخر ، واستخدمت لوحات الإعلانات والمدرجات في الملاعب وكذلك قمصان اللاعبين واللقطات التلفريونية للمباريات في وضع رسائل مؤيدة لطرف على حساب طرف بحسب توجه الدول التي اتخذت موقفاً خصوصاً ضد روسيا، وتعدى الأمر أنه خلال الفترة الماضية  تمت الإشارة لحرمان روسيا من كأس العالم، وأصدر الفيفا  قرارات عاجلة تسمح بفسخ عقود العاملين من المدربين واللاعبين وغيرهم من طرف واحد دون عقوبة، كما جمدت أموال رئيس نادي تشيلسي (رومان ابراهمفيتش) في إنجلترا بكونه روسي الجنسية يتمتع بعلاقات مع رأس النظام في بلاده ، وأرغم على بيعه مع تعقيدات جمة في عملية البيع لمالك جديد.
كل ذلك دليل واقعي على أن السياسة وأهواءها هما المتحكم الحقيقي في تسيير العلاقات الدولية، وتحريك تأثيراتها المختلفة ،كما أن مفهوم الحرية والديموقراطية ومبادئ الفصل بين الرياضة والسياسة مفاهيم (إسفنجية) تتكيف مع أطماع ومزاج الدول المؤثرة وأن الرياضة هي في حقيقتها عتبة للسياسة والتأثير، وأداة خادعة وجاهزة تستخدم عند حاجة بعض الأطياف السياسية المدعومة من دول الاتجاه الأحادي.
من الرسائل الإيجابية كذلك والتى أعطتنا جرعات معنوية عالية (بعيداً عن هلال مريخ ) رفض إدارة الهلال لما يعرف بقمة السلام(التي نجرها الاتحاد من رأسه إرضاء لذلك الشخص الكريه) ، المقرر إقامتها في 30 يوليو الجاري بمدينة الجنينة، وعلل الهلال اعتذاره بسبب الإرهاق الذي يعاني منه الفريق، مؤكداً أن أداء المباراة في هذا التوقيت والظروف الراهنة، ستكون له آثار سلبية كبيرة في الموسم القادم ، وذلك بحسب بيان رسمي من النادي ولا نعلم ماهي الجهة التى أصدرت الأمر وإن زيل الخطاب المسرب بتوقيع المدير العام للنادي محمود السر ، لأنه لا مجلس حاليلنادي الهلال كما هو معلوم للكافة ، حيث ستعقد جمعية عمومية مرتقبة في الحادي والعشرون من يوليو (اليوم الخميس) لإنتخاب مجلس جديد يقود النادي لفترة تمتد لأربع سنوات قادمة .
سواء كان القرار فني من المدرب خالد بخيت أو إداري وأي كانت صيغة الرفض ( في خطاب حايم في الميديا يؤكد موافقة الهلال للمشاركة المشروطة) ، وجد هذا القرار إرتياحاً كبيراً في الشارع الرياضي (الاصيل) ، لانه أصلا لايوجد سلام ولا يحزنون ومايعرف بإتفاق جوبا (أكبر أكذوبة ) فلم يجلب هذا الاتفاق الشائه سوى مزيداً من الدماء والضحايا في بلادنا واجزائه التى تعاني من الحرب ولازالت ، فكل مافي الأمر أنه تم الترتيب لهذه المباراة إرضاء لصاحب الجيب الكبير وزمرته من مايعرف بقادة الحركات المسلحة والذين تعروا تماما أمام الشعب السوداني وأنكشفوا ، بأنهم ليسوا إلا طلاب سلطة ومناصب ولا تهمهمقضايا النازحين واللاجئين وهي القضايا الحقيقية لشعوبهم ..ماعلينا ..!!!.
بالطبع إدارة المريخ (ملكية أكثر من الملك نفسه) ووافقت بدون شروط للمشاركة في القمة المزعومة ، وهو ديدن غير مستغرب لمن أدمنوا (الإنبراش) لقائد مايسمي بقوات الدم المجاني (في كل حاجة) ، فعلا موقف يشبهكم ويشبه تماهيكم المخزي في كل المواقف التي كانت تتطلب الوطنية الحقة وتسجيل موقف للتاريخ .

آخر الأشياء :

ماغريبة عليكم (الانبراشة) والتتسجيلات خبرها شنو ..وللا برضو منتظرين الزول الكريه ده يسجل ليكم !!؟
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. Hajjam يقول

    لله درك فقد نطقت بالحق ونسأل الله ان يكثر من امثالك الناطقين بالحق في وجه سلطان جائر. سمعنا ان ادارة الهلال تراجعت وستشارك في القمة المشبوهة ونتمني ان تكون اشاعة واخشي ان يكون الجنجويدي المارق وعصابة المافيا الحاكمة قد هدد وا ادارة الهلال وليس ذلك ببعيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد