صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

انهيار حائط خرساني .. أم انهيار قيم..؟!!

802

فوق الأشياء

عمر بشاشة

انهيار حائط خرساني .. أم انهيار قيم..؟!!

 

لم يكن انهيار جزء من العازل الخرساني مناعمال الإنشاءات التي تجري (بطريقةعشوائية) بارضية ملعب المريخ مفاجئاً لأحد من المهتمين أو المتابعين للشأن الرياضي من العامة ، ناهيك عن المختصين من المهندسين والفنيين أصحاب الشأن من الذين يعرفون الطريقة الخاطئة التي بدأ بها العمل (دفن الليل اب كراعا بره) .

فالعمل منذ إنطلاقته لم يرتكز على أسس سليمة وخطوات علمية مدروسة أو وفق خطط هندسية معلومة لأي مشروع بناء بسيط ناهيك عن تأهيل ملعب كبير وضخم وذائع الصيت في زمان مضى في ارجاء افريقيا والوطن العربي بحجم ما كان يعرف بالقلعة الحمراء كناية عن الفخامة ، فالمشروع ابتداء من أولى خطواته كان يحمل بذور فناءه وفشله في جوفه بإسناد الأمر لشركة لا علاقة لها بأي أعمال مقاولات أو إنشاءات وإنما ترتبط بقوات سيئة السمعة تحاول أن تُجّمل وجهها كالح السواد بهكذا مشاريع، وهذا وحده كان كافياً لابعادها .

الهتافية (على طريقة اركان النقاش) والضجيج والشوفونية كانت العلامة الأبرز لبداية المشروع ومحاولة الإنتصار للذات من الجكومي دون الإلتفات لأي أصوات معارضة أو منتقدة للمشروع ، حيث كنا نري صور لبض آليات تحفر في الملعب (بمغصة شديدة) بصورة عشوائية تنم فعلاً عن جهل الشركة المنوط بها العمل الكبير دون وجود أشخاص مؤهلون أو شركة هندسية أو أستشاري هندسي يتابع الأعمال المنجزة ، بل كنا كلما نشرت صوروفيديوهات للمشروع لانري إلا مجموعة من الأرزقية من الذين يلبسون (بدل سفاري) والهتيفة في ونسة مملة وكلام (خارم بارم) ليست له علاقة مطلقاً بالعمل الهندسي المتعارف  عليه في هكذا أعمال إنشائية .

قلنا رأينا بصراحة شديدة حينها في ذلك الأمر منذ بداية الفكرة التي طرحها الجكومي على مجلس الإدارة والتي لم تجد الإجماع من المجلس ، ناهيك عن المجتمع المريخي العريض، حيث عارض الفكرة رئيس المجلس (فرع الحديقة) حازم مصطفي بقوة قبل أن ينحني للعاصفة مجبراً ويلزم الصمت حيال مايجري ، وسجل عضو المجلس جلال عبدالماجد وقتها موقفاً مشرفاً ودفع باستقالة رفضاً لخطوة الجكومي قبل أن يلزم الصمت ايضا بعدها ويعود للعمل بالمجلس كأن شيئاً لم يحدث، ولكن الموقف الواضح والصريح كان من أولتراس المريخ برفض الفكرة ببيانات ورفع اعلام بها عبارات منددة بالخطوة الصقت على جدران النادي مع تتريس لكل مداخل الاستاد والنادي في خطوة وجدت الإشادة والتأييد من الشرفاء بالوسط الرياضي لأجمل شباب و(شفاته) بمجتمع المريخ ، حفظهم الله ذخراً للسودان والكيان الكبير .

تواري مايعرف بكبار رجال إعلام المريخ وهم في الحقيقة (كباري) إلا القليل من الشرفاء خوفاً أو جبناً لا أدري ربما  مصالح ، في الجهر بالحقيقة لا كبتها ، وهي ناصعة البياض في رابعة النهار بأن مايعرف بقوات الدم السريع (عفواً حرف العين لايرضى أن يكون في محله بين حرفي الدال والميم ) ، غير مؤهلة من الناحية الإخلاقية أولاً في تولي مثل هذا العمل الكبير والضخم وأن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ( جماعة ان شاء الله شيطان يدفع المهم يقوم العمل ) عند من تبنوا هذا الرأي لن يقود (للبركة) فيه ولن يجعله يمضى إلى الأمام بطريقة سلسلة أو وفق ما يتمناه أهل القبيلة الحمراء من رفاق الشهيد محمد مطر أبن المريخي الصميم هاشم مطر ، قلنا رأينا للتأريخ ولم يسمعنا أحد، وها نحن نعيد مره أخري ، عسي ولعل أن يرعوي المتشنجون الأنانيون من الذين لايرون إلا أنفسهم فقط ، وفق مواقفهم السياسية البائسة(الخائنة) لدماء الشهداء ( حا يجي واحد ناطي يقول دخل السياسة هنا شنو) ، ما علينا إن لم تفهم البقر.

في هذا المقام لايسعني إلا الاشادة  بالقلم المريخي الشامخ والصحافي النابه الاستاذ ابوعاقلة محمد أماسا وهو يكشف للرأي العام حقيقة ماجري بمشروع تأهيل استاد المريخ في أيام العيد بكل شجاعة ليست مستغربة عليه كما عهدناه منذ بداية معرفتنا به في بلاط صاحبة الجلالة في نهاية تسعينات القرن الماضي(إن لم تخني الذاكرة بفعل الزمن) ، قلماً حراً وليس للبيع أو الكتابة تحت تأثير (الظروف) كما هو شائع جداً مع جل أقرانه من الذين نعرفهم منذ إرتباطنا بهذه المهنة .

آخر الأشياء:

ماهو المؤلم والقاسي حقيقة والمر كالحنضلانهيار حائط خرساني يمكن إصلاحه أم انهيار القيم والاخلاق في مجتمع الرياضة ؟ نترك لكم الاجابة أحبتنا الاعزاء، فالموضوع أكبر من مجرد انهيار لحائط أو عازل خرساني .

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. محمد الوسيلة محمد يقول

    اصبح الصحفين مهندسين يدلون بالراي الهندسي حول ما يجري في صيانة استاد المريخ ، هذا الصحفي هو من اذيال سوداكال الذي دمر الملعب تماما بفعل مقصود فبعد ان قامت مجموعة الجار لإصلاح الدار بصيانة الملعب ، قامت مجموعة سوداكال بغمر الملعب بالمياة لافشال قيام الجمعية العمومية . ازمة الضمير عند كاتب هذا المقال واتباع سوداكال .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد