صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الوطن الجريح

556
هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الوطن الجريح
– بعيداً عن الرياضة نكتب اليوم لنتلمس هموم الوطن ونقف مع الشباب الذين يديرون معركة الحرية والكرامة وحدهم بأيدي خالية إلا من علامة النصر وحناجر تصدح بشعارات الحرية والسلام والعدالة لا يحملون سلاح ولا ينتمون لأية جهة كانت يحملون الوطن في حدقات عيونهم ليس لديهم إنتماء لحزب أو شخص ولا يتحركون بالاشارة هدفهم السودان وتنظيفه من القتلة اللئام  ..
– إلى متى يا ( وطني ) إلى متى يجثم فوق صدورنا هؤلاء القتلة إلى متى يتم حصد أرواح الشباب بدم بارد والقاء الجرم على طرف ثالث أو التصريح بأنه لا يوجد قتلى كما يقول الخبراء العسكريين الاستراتيجيين بوق البرهان زملاء الكاب والبوت الذين يبررون له القتل والموت …؟!
هذا النظام الإنقلابي نظام الطاغية الذليل تسببت سياساته الرعناء في تدمير البلاد ، سياسة عسكرية كيزانية قامت على أساس جنون السلطة والعدوانية وتوظيف القوة لفرض الأمر الواقع  ليزيد الانفلات وتتهاوى البلاد ويسرح ويمرح من في يده السلاح ويتمدد اللصوص والساسة الفاسدون من عديمي الغيرة والروح الوطنية والخبرة والتجربة .
الأمل في الشباب وهم عماد التغيير والنهوض في كل المجتمعات، لما يتمتعون به من قدرة على استيعاب التجديد والتفاعل مع العصرنة والتعايش مع المتغيرات، وإمكانيات ذهنية واسعة، وشجاعة وجلد وتضحيات جسام لم يقدمها من سبقوهم .
   لذلك فان للشباب في الغرب كل الفرص ليتعلم ويبحث ويشترك في الشأن العام ويعمل ويتطور، اما في البلدان المتخلفة وأولها بلادنا فإن الشباب هو الشريحة الضائعة، ففرص التعليم والتطور والبحث والعمل والمشاركة في الشأن العام وفرص السلامة البدنية والعقلية مغلقة أمامه بشكل مهول إلا لأصحاب الحظوة الحزبية والعسكرية ولذلك فان دورهم في تحقيق عملية التنمية والنهوض والتغيير لضمان المستقبل معدوم تقريبا في ظل القبضة العسكرية .
   لذلك ينبغي على الشباب انتزاع التغيير والحرية والسلام والعدالة انتزاعاً من خلال العمل الجاد على اقتلاع هذا النظام الفاشي بتوحيد أجسامهم المختلفة وعدم الخنوع ومواصلة التضحيات التي قدموها منذ ديسمبر 2018 وقبلها صحيح انه لأمر صعب وصعب للغاية مع تواصل القتل والتنكيل ولكنه ربما انه الطريق الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود فعندما كنا في مرحلة الشباب كان النظام الإنقاذ البوليسي الشمولي قد رسم لنا طريقاً واحداً علينا أن نسلكه أو الموت بإراقة كل الدماء كما كانوا ينشدون ولأننا لم نشأ ان نسلك طريق النظام كما أننا لم نكن نريد الموت كان علينا ان نعتمد على أنفسنا في بناء الذات وأن نترك الامتيازات والوظائف ودخول الكلية الحربية وكلية الشرطة لأبناء من يرفعون شعار هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه فقد كانت التزكية من (كوزين) هي جواز المرور وصك الدخول إلى عالم العمارات السوامق والفارهات من العربات والمثنى والثلاث والرباع من الحسناوات.
لقد حكمنا من هم ليسوا منا وصرنا يا وطن غرباء ونحن بين أحضانك التي تضمنا بعنف وقوة دون رحمة وشفقة لقد أصبحت رائحة ترابك غريبة عنا وأصبح الخروج من بوابة صالة مغادرة مطار الخرطوم أو ركوب السمبك هو حلم وسدرة منتهى كل الشباب .
الأمل معقود على هؤلاء الثوار الشباب الذين يزأرون في الشوراع كالأسود الضاربة ولا عزاء لختيارات وكهول الانقلاب من الخبراء العسكريين الاستراتيجيين البرهانيين أكثر من البرهان وفجر الخلاص قريب إن شاء الله وليل الظلم لن يطول وفي الختام يجب علينا أن نرفع القبعات ونحني الهامات لشبابنا الثوار الميامين فهم أفضل من جميعاً .
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. جاغوم يقول

    لقيت الهلال ما فيهو فائدة قلبت علي السياسة والله صرت سياسي ماشاء الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد