محمد الشيخ مدني يكتب عن قضية انتخابات المريخ

سلام … لم تشغل قضية رياضية الوسط الرياضي في تعقيداتها … وتشعيب طرقها مثل قضية إنتخابات نادي المريخ الأخيرة … وتداعياتها داخليا في الإتحاد العام … وخارجيا في محكمة التحكيم الرياضي(كاس) … وتناولها الكثيرون من زوايا مختلفة … ولكن حقيقة لكل من يريد أن يدلي بدلوه في هذه القضية فالأمر يحتاج لإطلاع كثير من المستندات خصوصا حيثيات (كاس) التي جاءت في إثنين وخمسين صفحة مغطية ثلاث شكاوى من سوداكال … سقت هذه المقدمة لأبرر تأخري في التعليق على القضية … أولا : قناعتي التي لا يتطرق إليها أدنى شك أن مجلس القنصل حازم مجلس منتخب يمثل القاعدة المريخية التي تمثلت في أقوى جمعية عمومية إنتخابية … فإذا شاب الجمعية بعض الإجراءات التي قد تؤدي إلى بطلانها إجرائيا وليس واقعيا ومنطقيا … أتمنى ألا تؤثر تلك الإجراءات على صمود مجلس الإدارة وثقته بالله وبالجماهير التي فوضته … وعلى المجلس طرق كل الخيارات المتاحة لإثبات الحق … ثانيا : مرجعية أي رأي من ناحية قانونية بحتة ينبغي أن تكون محكمة (كاس) ببساطة لأن قرارها نهائي وملزم … ما لم يتم اللجوء للمحكمة العليا في سويسرا … ولذلك سألتزم بحيثيات (كاس) في طرحي للجانب القانوني للقضية … ثالثا : السؤال المفصلي في هذه القضية : هل جاء في حيثيات (كاس) ما يثبت شرعية مجلس سوداكال كما أشاع البعض … أو مجلس القنصل حازم ؟ … وبكل أسف الإجابة هي بالنفي في الحالتين … بالنسبة لشرعية سوداكال جاء في حيثيات (كاس) في ملف القضية (٨٤٨٨) الفقرة (٩٦) بالنص ما يلي :
(من أجل الإكمال لاحظت اللجنة أن المستأنف(سوداكال) لم يقدم أي دليل على شرعية قيام الجمعية العمومية التي أقيمت بأستاد المريخ …يوم ٤ سبتمبر … أو أي دليل على شرعية إنتخابه رئيسا للنادي في تلك الجمعية) …
وجاء في ملف القضية بالرقم (٨٤١٣) الفقرة (٨٠) ما يلي :
(مسالة طلب الإعتراف بأن مجلس إدارة النادي برئاسة سوداكال شرعي … لم تكن مطروحة في قرار اللجنة الثلاثية بالإتحاد العام المستأنف ضده … ولذلك فإن طلب الإعتراف بشرعية مجلس برئاسة سوداكال غير مسموح به) …
واضح من النصين في حيثيات (كاس) ليس هناك ما يؤيد سوداكال في دعواه بأن مجلسه شرعي …
أما بالنسبة لمجلس القنصل حازم … فقد جاء في ملف القضية (٨٤١٣) البند (٩٦) وجدت اللجنة أن إعتراف الإتحاد العام بمجلس إدارة نادي المريخ برئاسة القنصل حازم بموجب تقرير اللجنة الثلاثية يتعارض مع المادة (١٧) البند (٣) من النظام الأساسي للإتحاد السوداني لكرة القدم … بسبب أن اللجنة التي أدارت الجمعية الإنتخابية لنادي المريخ لم تكن منتخبة بواسطة الجمعية العمومية كما ينص النظام الأساسي لنادي المريخ … مما يجعل تكوينها بواسطة اللجنة الثلاثية تدخل من طرف ثالث …
رابعا : إزاء هذا الموقف فالسؤال الذي يطرح نفسه : هل هناك أي حلول منطقية وقانونية لهذه الأزمة ؟ … بالرجوع لحيثيات (كاس) في ملف القضية بالرقم (٨٤٨٨) الفقرة (٩٧) تعتبر اللجنة أن النظام الأساسي لنادي المريخ يحوي آلية ومعالجة قانونية ، لو أحسن إستخدامها ، ستساعد في حل الأزمة داخل الحوش المريخي … دون اللجوء للإتحاد العام الذي يمكن تصنيفه بالطرف الثالث في حال مشاركته في الحل …
خامسا : إلى هنا إنتهى دور (كاس) … وأصبحت الكرة في ملعب المريخ ونظامه الأساسي … فماذا يا ترى يقول النظام الأساسي لنادي المريخ ليحل هذه الأزمة ؟ …
الأمر يحتاج لشيء من الإجتهاد لتفعيل نصوص النظام الأساسي …
(١) لحسن الحظ أن النظام الأساسي لنادي المريخ لم يقصر إختصاص دعوة الجمعية العمومية الإنتخابية على مجلس الإدارة … فالمادة (٤١) تحت عنوان : خلو المنصب … البند (٢) ينص على :
(إذا أصبح أعضاء مجلس الإدارة أقل من ٥٠% في أي وقت على لجنة الحوكمة أو المدير التنفيذي للنادي أن يقوم بدعوة الجمعية العمومية غير العادية خلال خمسة عشر يوما …
البند (٣) لأغراض البند (٢) أعلاه تقوم لجنة الحوكمة بتسيير أعمال النادي قبل الدعوة للجمعية غير العادية لإنتخاب مجلس إدارة جديد خلال خمسةعشر يوما …
البند(٤) : في حالة فشل لجنة الحوكمة في تسيير النادي والدعوة للجمعية العمومية غير العادية لإنتخاب مجلس إدارة جديد تقوم لجنة الإنتخابات بتعيين لجنة تسيير للنادي لمدة ستين يوما … وفي حالة فشل لجنة الإنتخابات في تعيين لجنة تسيير للنادي يرفع الأمر لمسجل هيئات الشباب والرياضة المختص ليتخذ إجراءاته وفق القانون …
واضح من الرؤية القانونية في إطار قرار (كاس) أن هناك حلول متاحة في إطار النظام الأساسي لنادي المريخ … وهي تمثل الحلول المتاحة في قرار (كاس) … ولكن تبقى العقبة الرئيسية تداخل العامل الزمني … فالمريخ قد يتضرر كثيرا … فالتسجيلات على الأبواب … والإعداد للتنافس الخارجي يطرق بقوة … ولذلك فالرأى عندي أن يقوم مجلس الإدارة بالرمي لآخر أوراقه … وهي اللجوء للمحكمة السويسرية … فإما أن يكسب شرعيته … أو أن يكسب الزمن لخدمة المريخ في هذا الظرف الحرج … والله من وراء القصد.
محمد الشيخ مدني …