صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نحاسب تعالوا نحاسب انفسنا

291

راي حر

صلاح الاحمدي

نحاسب تعالوا نحاسب انفسنا

لسنا فى حاجة منذ اليوم ان نطفئ النور فليس عندنا ما نخافه او نخفيه .بل يجب ان نعمل فى النور فامامنا مهام كثيرة وثقيلة .نحن اليوم نقف على الحدود التى اتسعت بنا ومن حولنا ونحن نطل على امال واسعة لامتنا نحو توفير كل ما هو ضرورى
وليست هناك شروط كثيرة لكى يتحققلنا ما نريد سوى ان نعمل جميعا لاننا ناكل اكثر من ما نزرع ونطلب اكثر مما ننتج فامعاؤنا اكبرمن رؤوسنا وحتى يتحقق الطعام والحرية والصحة والعلم والامان للجميع يجب ان يساهم الجميع فى تحقيق كل ما نريد
وقد وقعنا فى الماضى فى هذا المحظور فقد انشغلنا بحل المشاكل العاجلة اكثر من انشغالنا بحل المشاكل الهامة انشغلنا باستحضار دقيق الكعك قبل استعجل دقيق الرغيف فالكعك موسمى ولكن الرغيف هام واذا عدنا الى سياسة العاجل قبل الهام فسوف نجد انفسنا امام الضروريات وقد اصبحت كلها عاجلة فاين الخطاء كله
ان الحكومة اى حكومة ليس واجبها ان تحول بين المواطنين وبين الخطاء ولكن واجب المواطنين ان يحولوا بين الحكومة والخطاء والحكومة منا وبنا ولنا وفى مواجهتها ونحن اذاعملنا عملت اذا عملنا اخطانا واذا عملت اخطات واجبنا ان نقوم اعوجاج الجميع فالنجاح ليس هدفا وانما هو طريق متصل ونجاح الحكومة ليس ميناء الوصول وانما هو الطريق البرى والبحرى والجوى الى هذا الميناء بصورة مستمرة
وافشل الحكومات ليست هى التحكم وانما هى التى تتحكم والحكومة تتحكم ان لم يحاسبها احد فاذا كان الشعب من الاغنام جاءت الحكومة من الذئاب
وهذا لن يتاتى فى السودان بعد اليوم فالشعب اختار حكامه واختار ايضا من يحاسبون الجميع فلا خوف علينا من الحاكم او من الذى يعارض الحاكم ولذلك فلا احد يحكم على هواه ولا احديضع القرارات فى جيبه ثم يخرجها كالحاوى فاذاهى حية تسعى فتاكل معارضيها ومؤيديها معا ولا كل حاكم موسى ولاكل محكوم فرعون
نحن جميعا حكام مصيرنا وقدرنا وهذا المصير ليس ابن الامس القريب او البعيد وانما مصيرنا هو امسنا ويومنا وغدنا وحتى نهاية القرن قد عانينا الكثير من كثرة الكلام ومن قلة العمل وعانينا من الاسراف فى صناعات المناديل نمسح بها دموعنا ونرفعها على كل ماكان وما لن يكون ولم نكن مبالغين حقا تعزبنا وتعرينا وعرفنا شكل الارض اكثر مما نعرف شكل نجوم السماء لقد نكست الهزيمة رؤوسنا وكسر العار ظهورنا وتحول الماء الى علقم فى افواهنا والطعام الى سم وانكرنا الصديق اى انكرناه وانكرنا يوم ان جعلنا نقاتل بعضنا فى سوداننا الحبيب ونسعى الى اخماد الحروب وتقارب وجهات النظر انفصل جنوبنا بمحض ارادة من ارادو وتمزق غربنا بعد ان عمل البعض على تاجج نار الفتنة بيننا ولم نحكم صوت العقل ومدت الحكومة اياديها من اجل وطن واحد ولكن قوة البغى والاثم والعدوان تقلقلت فى كيان الضعفاء واخطات المعانى والامانى فى رؤوسنا وفى احلامنا وضاق بنا الطريق وضقنا به وعز علينا البكاء وطالت الايام والليالى وتكاثرت كرمال الغرب الجافة الملتهبة ولم يعذرنا احد ولا نحن عذرنا احدا ولم نجد الاانفسنا اهلكناهاواستبحنا هوائها وهان امرناعلى انفسنا وكنا وكنا اكثر هوانا على الناس ولم يرحمنا من اهوالنا حتى دعاء رسول الله عليه السلام يوم خرج الى الطائف واعداؤه يدقون قدميه بالحجارة والدماء تنزف من قدميه ويقول الهم اشكى ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس
نافذة
يجب ان نضيق المساحات النفسية والاجتماعية التى نختلف عليها فمشاكلنا فى ما بيننا فى السودان كثيرة
اذن من الذى يستطيع يعمله الشعب لجمع الشمل ومن الذى تستطيع ان تعمله الحكومة وايضا المعارضة ولكن ما دمنا جميعنا نعمل فى النور وانه لايسود الظلام بعد ذلك فلا خوف من احد على احد وبعد ذلك سوف تعتدل لهجة الحوار وسوف تنخفض وتيرة المناقشة وياخذ كل شى وزنه وحجمه الطبيعى ويلتقى الجميع وسطا وشمالا وجنوبا وغربا وشرقا من اجل سودان العزة
فليس من الحرية ان نمسك الكرباج فقط في ايدينا وليس من الديمقراطية ان نحمل الفؤوس فقط وانما العدل ان نعمل بالفؤوس فى امان وان نمسك الكرباج فى صدق فنحن جميعا زراع ارضنا ورعاة اغنامنا وحراس خيراتنا وقضاة مشاكلنا واطباءامراضنا ومخلصون للسودان ايا كان الموقع
خاتمة
فقبل ان نحاسب احد يجب ان نحاسب انفسنا وقبل ان نساله ماذاسوف تعمل ان نتساءل ماذا عسانا ان نعمل وما يجب ان نعمل لتلتائم جروحنا فى وطننا السودان الوطن الواحد

 

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد