صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إستاد المريخ.. في المسرح السياسي..!!

641

زووم

ابوعاقلة اماسا

إستاد المريخ.. في المسرح السياسي..!!

* ينتابني القلق مضاعفاً عندما أرى ستاد المريخ تتقاذفه الأعاصير والأنواء والأزمات والخلافات، في قصة إستلامه من جماعة سوداكال وقد سرقوا منه كل ما هو قيم ونفيس ومفيد من مكيفات هواء وشاشات وكمبيوترات وحتى عندما استقرت مسؤوليته عند المجلس المنتخب بقيادة حازم مصطفى لم يبقى من ملامحه القديمة شيء يذكر غير الجدران والمباني، ولو وجدوا طريقة لأخذوا معهم السيخ والخرسانات والإسمنت والحديد..!
* ما زلت أتذكر إجتهادات ومجاهدات طيب الذكر والسيرة جمال الوالي عندما نذر وقته وماله في سبيل تلك النقلة المدوية، ووقتها كنت أسكن على مقربة من المكان، وأدرك ان ما يجري كان عملاً تأريخياً يقوم به ذلك الرجل، فحرصت ألا يفوتني منه شيء… كل الخطوات من لحظة تحطيم المقصورة الأثرية القديمة وحتى لحظات الإفتتاح.. وكل المناسبات الجميلة… وبعد مرور أكثر من عشر سنوات نشهد معارك حامية الوطيس لإعادة أمجاد نفس المكان.
* بغض النظر عن كثير من التفاصيل فإن محاولات فرض الدعم السريع على المشهد المريخي بتلك الطريقة الفجة لم تجد وقعها في نفسي، وكنت أتمنى أن يكون المريخاب أنفسهم حصيفين وحذرين لئلا يكونوا ضحية عمل عاطفي يجرفهم نحو نهايات غير سعيدة، فتجارب النادي في عهده الحديث مع الدعم السريع غير مبشرة تماماً.. وقريباً كانوا قد إلتزموا بمعسكر الفريق بفندق (إيوا) ولم يوفوا، وحتى لحظة كتابة هذا المقال توجد الفاتورة في النيابة، وربما تطور الأمر لإجراءات قانونية تضع أقرب مسؤول مريخي في حراسات الشرطة مالم يحدث جديد..!!
* لو توجهنا بالسؤال للأخ محمد سيد أحمد الجكومي عن الضمانات لإكمال العمل في الإستاد، والعقودات التي وقعت من أجل ذلك العمل كمشروع هندسي والدار الإستشارية المشرفة عليه… لن نجد إجابات واضحة.. ولن نجد أكثر من حديث حماسي من الجكومي مدفوع بثقة وعشم في قائد الدعم السريع وذلك أمر لا يهمنا في شيء… بقدر ما تهمنا لحمة مجلس الإدارة التي أصبحت على المحك بسبب إرتجال المواقف وتحويل النادي إلى مسرح للموازنات السياسية، فنحن بحاجة إلى مجلس متآلف ومنسجم يعبر عن تطلعات جماهير النادي أولاً.. ومن ثم يتفق الناس على كيفية صيانة ستاد المريخ..!!
* سأتعامل مع حديث قائد الدعم السريع بإجتهاد لغض الطرف لأنه لا يعني قضيتنا الأساسية في شيء.. فإذا كان همه الوطن حقيقة فهنالك أكثر من مشروع وطني أحق بذلك.. ولكن صيانة ستاد المريخ لا تتطلب أن نقدم من أجله التضحيات والقرابين، فهي مجرد صيانة وإعادة تأهيل لعمل كان قد قام به جمال الوالي لوحده… وإن دعمته جهات أخرى فذلك الدعم لم يكن سبباً في الفتنة بين أهل المريخ.. ولم يتعامل الرجل في ذلك الوقت بمنظور جانبي غير تطوير المريخ لأنه لم يكن ساعياً خلف منصب سياسي، بالعكس.. رفض أكثر من منصب عرض عليه وقتها حسب متابعاتنا..!!
* مجلس المريخ الذي يرأسه الآن حازم مصطفى، وينوب عنه من ينوب، ويضم في عضويته جهابذة ورجال أعمال وقدرات.. من وجهة نظري قادر على تنفيذ أكبر من هذا المشروع إذا هدأت النفوس وصفيت الضمائر وأبعدت الأجندة الشخصية والموازنات السياسية، واستقرت النفوس وهدأت الأنفاس من لهاثها المضني من الصراعات الفارغة.. وأعتقد أن هذا الهدف إذا تحقق فهو أولى من مشروع صيانة الإستاد، وبعدها يمكن أن يكتمل المشروع مع ضمانات المحافظة عليه وعدم تكرار ماحدث في السنوات الأخيرة وكانت نتيجته أن عاد استاد المريخ لحقبة ما قبل ٢٠٠٣.
* صيانة استاد المريخ وإعادة تأهيله هو مشروع صغير جداً قياساً بما أنجزه جمال الوالي قبل سنوات ولا يحتاج لكل هذه الضجة..!!
حواشي
* دخول الدعم السريع لإستاد المريخ هدفه الأول غير رياضي.. هذا مؤكد، وكنا سنترك الأمر يمر بدون أن نعلق عليه لو تم ذلك بدون تلك المزايدات السياسية التي خلطت الحابل بالنابل على المسرح الرياضي بنادي المريخ، وبسبب ذلك اختلطت الحسابات والأوراق بصورة تهدد بإحداث شرخ مجتمعي لن يندمل… ويجب على المريخاب ألا يسمحوا به ولو كان المقابل أن يصبح الإستاد مثل ويمبلي..!!
حواشي
* الأخ حازم قال أنه ملتزم بصيانة إستاد المريخ وإعادته للخدمة، ويخطط لذلك على نار هادئة بسبب أن العمل في الإستاد يحتاج لرؤية شاملة وخطوات علمية ومدروسة بواسطة بيوت إستشارية وهندسية ذات خبرات وبمكنها تحمل المسؤوليات كاملة..!!
* عاصرنا في المريخ مهدي الفكي الذي كان أنصارياً يرتدي الجلباب الأنصاري.. ومحمد إلياس محجوب الختمي الذي يدين بالولاء للحزب الإتحادي الديمقراطي، وقبلهم كان نائب رئيس الجمهورية خالد حسن عباس رحمه الله رئيساً للمريخ.. ومع ذلك لم نشهد أن النادي تحول إلى مسرح للمزايدات والموازنات السياسية إلا في هذه الأيام..!!
* حتى لو حدث وشهدنا تواجد كثيف لمسؤولين حكوميين في نادي المريخ أيام جمال الوالي فتلك فترة تختلف عن هذه الأيام العصيبة التي يمر بها السودان..!!
* حتى إذا تجاوزنا هذه الأزمة وعاد الصفاء لمجلس المريخ فإنني أرى شجراً يسير…!!
* كل من كان لديه انتماء سياسي ونشاط سياسي مساند أو مناويء ينبغي أن يتركه خارج نادي المريخ عندما يهم بدخوله… وإلا فإنه سيجد من الفرقاء من يصطدم بهم ويحولوا مياديننا الرياضية لمسرح مواجهات سياسية..!!
* من أجل ذلك نتحفظ في تعليقاتنا ونكتفي بالرفض فقط أن يحشر نادي المريخ في تلك الموازنات السياسية المعقدة.. بهذه الكيفية المفضوحة… مع التأمين التام بأن نادي المريخ حق مشروع لكل من يريد دخوله بصفته الرياضية..!!
* إنها الفتنة..!!
* من مصلحة هذا المجلس أن يتجاوز هذه المحنة بحكمة ويبادر بحملة من التصالح الذاتي لنزع الألغام عن طريقه… قبل فوات الأوان… فهنالك الكثير من الأسرار التي لم تكتب مراعاة وحفاظاً على استقرار الأوضاع.. ولكن إذا إختاروا طريق الإنهيار فسوف يكون خيارنا الأوحد مقولة الشيخ فرح ود تكتوك: (خربانه دار الغش… أم بناياً قش)..!
* جماهير المريخ لم تعتدي على الجكومي ولن تفعل.. ومع ذلك قرأنا ذلك في خبر كان مثل الهجمة المرتدة… خبر يمثل أكبر دليل على أن حابل السياسة قد اختلط بنابل الرياضة وستكون العواقب وخيمة في مقبل الأيام..!!
* الجكومي في تقديري مثل لاعبنا الدولي الأسبق (بله جابر).. عندما تشاهده في مباراة ما… يفعل أجمل مافيها.. وقبل أن تصفق وتشيد به يصفعك (جوز)… فتحتار.. هل تصفق له وتشيد به.. أم تنتقده تستنكر ما قام به؟

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. هاشم عزالدين يقول

    الاستاذ ابو عاقله من وجهة نظري ان الجاكومي خلط الحابل بالنابل يريد كسب سياسي بواسطة المريخ وهذا لعمري شئ مؤسف واري ان الحاكومي مفلس سياسيا ورياضيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد