صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

برمجة الممتاز :التقع من السماء تتحمله الواطه

221

كتب : عمر أبو مرثد

البرمجة المستحدثة التي طبّقتها لجنة المسابقات بالإتحاد السوداني لكرة القدم في الدورة الأولى من بطولة الممتاز لهذا الموسم والتي قصدت بها الابتكار والتجديد وربما التطوير باختيارها لأربعة مدن لإستضافة مباريات أندية الممتاز الستة عشر وهي الأبيض وجبل أولياء وعطبرة وبورتسودان ، هذه الطريقة المستحدثة المحمودة المقصد والنوايا ألقت بظلال قاتمة على الأندية ، وعبّرت بعضها قسراً عن المعاناة التي وجدتها نتيجة الإستحداث الذي ابتدعته لجنة المسابقات .
في كل مدينة من المدن الأربع يستوجب على كل نادٍ خوض مباراتين على الأقل وأربع كحد أقصى ، مما يتطلب بقاء بعثات الأندية في مدينة التباري ما بين سبع ليالٍ إلى أربعة عشر ليلة ، وقد نتج عن ذلك إنعكاسات سالبة وقعت على كاهل إدارت الأندية التي لا حول لها ولا قوة ، نذكر من تلك الإنعكاسات الآتي :
أولاً خوض الفريق لمباريات متعددة بمدينة واحدة يضطر الأندية لإصطحاب أكبر عدد من اللاعبين تحوطاً للإصابات والإيقافات ، وبذلك تتضاعف منصرفات السكن والإعاشة وتكاليف المباريات الإعدادية والحوافز .
ثانياً – بُعد الأندية عن مدينتها لفترة طويلة يكلّفها منصرفات عالية للسكن والإعاشة ، وإن كانت المباريات بنظام الذهاب والإياب – الذي لا تتحق العدالة إلا به – لوفرت الأندية منصرفات السكن بالفنادق لأن معظم الأندية إن لم تكن كلها لها مقرها الخاص بالسكن في معقلها ، وسيجد الدعم والسند من الأقطاب والجمهور ، ويقل هذا الدعم عندما لا يكون الفريق موجوداً بمدينته وقد ينعدم تماماً .
ثالثاً – عزوف الجماهير عن إرتياد المباريات التي ليس طرفاً فيها فريق مدينته ، وقد ظهر ذلك جلياً في دخل المباريات التي سجلت معظمها عجزاً كبيراً ، ولم تستفد الأندية من الدخل وحُرم الجمهور من بعض المباريات التي ينتظرها بفارق الصبر – ديربي الشرق مثلاً .
زيادة عن كل الذي ذُكر والذي لم يُذكر هنالك أربعة أندية من بين الستة عشر نادياً وقع عليها ظلم باين وتطاير ميزان العدالة الذي بُنيت عليه لعبة كرة القدم – حي الوادي نيالا ، الهلال الفاشر ، الشرطة القضارف ( الأهلي شندي ) الأهلي مروي ، فإن استشهدنا بالأخير مثلاً كان بإمكانه توفير منصرفات السكن والإعاشة بمدينته والمدن الأخرى ، فعندما يخوض مبارياته على أرضه يسكن في استراحته الخاصة ويُمكنه توفير السكن لبعثة أو أكثر بمعاونة الحكومة والأقطاب ، والشي نفسه يُمكن أن يحدث بالنسبة للإعاشة ، ويتم توفير منصرفات السكن والإعاشة عند تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل الذي استفادت منه بعض الأندية التي أقيمت المباريات على مدنها ، وخوض الفرق مبارياتها بعيداً عن مدنها يجهض إحساس الجهات الرسمية والشعبية بنشاط فريقها ، وبالتالي يقل الدعم وتنعدم المؤازرة .
ملعب المدينة الرياضية بكريمة – مع سوئه – أفضل بكثير من بعض الملاعب التي أقيمت عليها مباريات الدورة الأولى وكانت سبباً في إصابة كثير من اللاعبين إصابات خطيرة ومؤثرة ، وإن كان هناك أي تفكير في تغيير نظام الدورة الأولى كما نما للآذان نتمنى أن يكون ملعب المدينة الرياضية بكريمة من ضمن خيارات لجنة المسابقات .
العناء والرهق الذي عانت منه البعثات وقفنا عليه ميدانياً قبل أن نسمع ، وأثبتت التجربة عدم نجاحها البتة ، لذلك أردنا أن نعكس ما لحق ببعثات الأندية حتى تبحث اللجنة عن بدعة أخرى أكثر جدوى وأقل ضرراً أو العودة للطريقة الأم ( الذهاب والإياب ) وكفى الله المؤمنين شر القتال .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد