ملاواة الفيفا.. عواقبها وخيمة!

كبد الحقيقة
د . مرمل ابو القاسم
ملاواة الفيفا.. عواقبها وخيمة!

* معلوم للكافة أن الأندية الرياضية تدار وفقاً لمبدأ المسئولية التعاقبية، بمعنى أن تغُير المجالس لا يعفي النادي من مسئولياته والتزاماته المالية والإدارية، مثلما لا يحرمه من حصد الفوائد والمكاسب التي تتحقق في عهد مجالس سابقة.
* عندما انتهت فترة مجلس التسيير الذي قاده الأخ جمال الوالي في العام 2016 كانت للمريخ مستحقات مالية مقدرة لدى الكاف والاتحاد العربي لكرة القدم، استفاد منها مجلس سوداكال، مثلما ورث التزامات متنوعة وديون مقدرة للمجلس السابق والمجالس التي سبقته.
* لذلك استهجنا وقتها شكوى مجلس سوداكال من وطأة الديون، بعد أن استقبلت خزينته حوافز التأهل إلى دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا ونصف نهائي البطولة العربية للأندية من سكات.
* عندما أقدمت الدولة على تعيين مجلس تسيير جديد للنادي بقيادة الأستاذ محمد الشيخ مدني ورث المجلس ديوناً هائلةً من المجلس الذي سبقه، والمجالس الأسبق، وأذكر أن التركي أوكتاي شعبان تكفل بسداد ما يقارب المليون دولار لتسوية العقوبات المالية التي أوقعها الفيفا على المريخ، ومن أبرزها مستحقات المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو التي تضخمت من مائة وعشرين ألف دولار إلى حوالي 350 ألف دولار.
* عندما قابلت أوكتاي لمناشدته بإعانتنا على تسمية محامٍ أجنبي ليتولى إدارة قضية المريخ الشهيرة في محكمة كاس (مريخ الفاشر المعروقة باسم قضية هشام جنية) شكا لنا من أنه لم يتلق أي كلمة شكر أو إشارة تقدير من النادي على ما قدمه للمريخ.
* بالمثل.. ورث المجلس الحالي الذي يقوده الأخ القنصل حازم مصطفى بلاوي متلتلة من المجلس السابق، والمجالس التي سبقته، حيث تنوعت الالتزامات المالية التي وقعت على ظهره، ومنها مستحقات المدرب التونسي جمال خشام، التي تكفل حازم بسدادها مشكوراً.
* مؤخراً طفت على السطح عقوبات جديدة أوقعها الفيفا على المريخ، ومثلت في مجملها غرامات ورسوماً ناتجة عن عدم الالتزام بسداد مستحقات مدربين ولاعبين أجانب تعاقد النادي معهم في أوقات سابقة.
* معلوم أن أي عقوبة مالية توقع على أي جهة تصاحبها رسوم وغرامات تدفع للفيفا، عبارة عن أتعاب تقاض تسدد في العادة للقاضي المنفرد أو غرفة النزاعات التي تنظر القضية.
* بلغ مجمل تلك الغرامات في القرار الأخير حوالي 57 ألف فرنك سويسري، تم إمهال المريخ شهراً لسدادها، وسيعاقب النادي بالحرمان من ضم أي لاعب جديد لفترة انتقالات واحدة، وبالهبوط إلى درجة أدنى، إذا انتهت المهلة من دون سداد.
* تابعت ردة فعل المجلس، التي انحصرت في تصريح أصدره رئيسه القنصل حازم مصطفى، وذكر فيه أنه سدد مبلغ الغرامة في وقت سابق، ويمتلك الأدلة التي تثبت أنه سدد المبلغ، محملاً الفيفا مسئولية إرسال رقم حساب خاطئ، وحمل الخبر مستندات قيل إنها تثبت تحويل مبلغ 22 ألف فرنك سويسري من حساب مصرفي للأخ حازم إلى الفيفا.
* عندما راجعنا المستند وضح لنا أن مبلغ التحويل يتصل بالقضية رقم (170022)، ونعتقد أنها تتعلق بمستحقات المدرب التونسي جمال خشارم.
* بحسب ما ورد في الخبر فقد ارتد التحويل بسبب خطأ في رقم الحساب.. وذكر الأخ حازم أنه سدد المبلغ للفيفا، وحمل لجنة الانضباط مسئولية الخطأ.
* بحسب خطاب الفيفا الأخير هناك ثلاث قضايا أخرى بخلاف التي تحدث عنها حازم، الأولى بالرقم (171095)، وصدرت فيها غرامة بقيمة (8500) فرنك سويسري، وثانية بالرقم (190159) وصدرت فيها غرامة بقيمة (22) ألف فرنك، علاوة على غرامة أخرى تتصل القضية رقم (171095) وقيمتها (1500) فرنك سويسري.
* يبغ مجمل مبلغ الغرامات والرسوم حوالي 57 ألف فرنك سويسري، ولو صح أن حازم سدد 22 ألفاً منها فسيتبقى مبلغ 35 ألف فرنك سويسري، يتعين على المريخ أن يسدده قبل انتهاء المهلة المقدرة بشهر واحد.
* إذا لم يفعل ستطبق عليه العقوبة المشروطة في القرار الصادر من لجنة الانضباط بالفيفا بالرقم (10277)!
* الحديث عن أن لجنة الانضباط بالفيفا غلطانة وأنها تتحمل مسئولية القرار لن يجدي عن المريخ شيئاً، بقدر ما سيعرضه إلى شر مستطير.
* لا سبيل لملاواة الفيفا بالغلاط، لأن سلطته غاشمة، وقراراته ملزمة للاتحاد السوداني لكرة القدم، الذي سيجد نفسه مضطراً إلى تنفيذ القرار الصادر من لجنة الانضباط بالفيفا بلا نقاش، ليحرم المريخ من التسجيلات لفترة واحدة، ويخفض درجته بالهبوط إلى الأولى، لأن النظام الأساسي للاتحاد يلزمه بتنفيذ قرارات الفيفا بلا إبطاء ولا نقاش.
* إذا لم يفعل سيعاقب بتعليق العضوية على الفور، مثلما حدث له في العام 2017!
* عليه ننصح مجلس المريخ بقيادة القنصل حازم بأحد أمرين.
* إما أن يسدد مبلغ الغرامة كاملاً ويسترد ما دفعه مسبقاً عبر البنك الذي تم عبره تحويل مبلغ الاثنين وعشرين ألف فرنك سويسري.
* أو يسارع إلى استئناف العقوبة إلى محكمة كاس، علماً أن تلك الخطوة ينبغي أن تتم خلال 21 يوماً من تاريخ استلام القرار بواسطة الاتحاد السوداني لكرة القدم، لأن العقوبات المالية الصادرة من لجنة الانضباط بالفيفا لا تقبل الاستئناف إلى لجنة الاستئناف في الفيفا.
* بخلاف ذلك سيصبح المريخ عرضةً لعقوبة صارمة تطيح به من الدرجة الممتازة وتحرمه من الانتقالات المقبلة، لتكون الأقسى في تاريخ النادي الكبير.
* لا توجد منطقة وسطى بين هذا وذاك!
آخر الحقائق
* لا فائدة ترجى من اتهام لجنة الانضباط بالفيفا بأنها غلطانة!
* بالطبع لا يوجد عاقل ينصح مجلس المريخ باستئناف القرار الصادر من لجنة الانضباط بالفيفا إلى محكمة كاس، لأن كلفة التقاضي في محكمة التحكيم الرياضي تقارب كلفة المبلغ المطلوب سداده للفيفا.
* علاوةً على أن أرجحية كسب الدعوى في هذه القضية صفرية.
* ستبلغ قيمة الأتعاب حوالي 42 ألف فرنك سويسري، في قضية قيمتها 57 ألف فرنك.
* علماً أن الفيفا لا يسدد نصيبه من الأتعاب عادةً إلا إذا خسر الدعوى.
* وفرصة مقارعة الفيفا ونجاح هذه الدعوى منعدمة تماماً.
* إهدار الوقت في جدل بيزنطئ مع الفيفا واتهام لجنة الانضباط بأنها مخطئة سيعني هبوط المريخ إلى درجة أدنى.
* ويعني حرمانه من ضم أي لاعب جديد في فترة الانتقالات المقبلة.
* علماً أن الفيفا لا يكتفي بتلك العقوبات، وسيلاحق المريخ بعقوبات جديدة، ما لم يبادر بالسداد، وقد تصل العقوبات حد تجميد نشاط النادي وشطبه من كشوفات الاتحاد السوداني.
* ذكر الأستاذ أسامة عطا المنان أن المريخ ليس وحده في هذه العقوبات، وأن الفيفا أوقع عقوبات مماثلة على ناديي الهلال العاصمي والنيل شندي.
* تعرض النيل للهبوط من الدرجة الأولى سابقاً.
* قبل ذلك حدث الأمر نفسه مع أهلي شندي الذي سدد مبلغ الغرامة للمدرب عبر وكيل نصاب استولى على المبلغ ولم يرسله إلى المدرب الصربي.
* في خاتمة المطاف اضطر الأهلي إلى تسديد المبلغ من جديد.
* اقتربت فترة الانتقالات من نهايتها، من دون أن يستجيب مجلس المريخ لمناشدتنا له بضم مهاجم أجنبي متمكن.
* سنترقب مساعي المجلس لضم الثنائي الوطني سيف تيري ووليد الشعلة.
* نؤيد ضم اللاعبين لأنها سيخدمان المريخ الذي يعاني من فقر هجومي مدقع.
* سيفيدان المريخ في الدوري الممتاز، لكن وجودهما لن يغني عنه شيئاً في البطولة الإفريقية.
* التقدم في دوري الأبطال يتطلب التعاقد مع محترفين أجانب على مستوى عال.
* نتمنى أن يفلح المجلس في الثنائي ونخشى أن يحول ضيق الوقت دون اكتمال إجراءات التسجيل.
* ترك الصفقات المؤثرة للحظات الأخيرة عيب متواتر وخطأ متوارث، ارتكبته كل المجالس الحمراء.
* آخر خبر: المريخ سيقع تحت رحمة سيستم الانتقالات من جديد.