صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أكبر الهزائم..!

1٬188

زووم

ابوعاقل اماسا

أكبر الهزائم..!

* في عالم الرياضة وكرة القدم بالتحديد تكون الهزيمة أكبر وأمر، عندما تأتي من ثغرة عادية كان من المتاح والمعقول تجاوزها، وعندما تقع بسبب نقص حدث من الإهمال أو اللامبالاة والأنانية، وعدم التركيز، وعندما تبدأ الهزيمة الهزيمة من خارج الميدان الأخضر تكون النتائج في المباريات مجرد نهايات متوقعة وطبيعية.
* بناءً على ذلك لم تعد الهزيمة في مباريات كرة القدم تؤلمني، ولا أتحسر على أخطاء اللاعب واللعبة داخل المستطيل، ولا أتفاعل كذلك مع تكرار الأخطاء العادية من اللاعبين لأنهم بشر وخطاؤون، ولكن مايؤذي النفس حقيقة ويبث الحسرة فيها، أن المريخ كنادٍ كبير وريادي ما يزال يفتقر للمشروع الإداري الذي يجبر المنتميين إليه على تقديم التضحيات من أجل تحقيق أفضل النتائج منه، كما أن قياداته في السنوات الأخيرة ومجالس الإدارات لم تجلس لتحدد أهداف وغايات وتجيش لها قدرات النادي والأنصار من أجل تحقيق الأفضل، وأستدل على ذلك بأن الصراعات التي تندلع بين الحين والآخر ماهي إلا ثمرة أنانية بعض القيادات كأفراد، مع بعض الجماعات التي ترى أن الإنتصار للمجموعة أولى من الإنتصار لمشروع المريخ الكبير.. المستقر والمتطور والمتآلف، وإلا فكيف تفسرون كل هذه الحدة في المواقف والتباين الفاضح في الآراء والجنوح والسفور والعنف في التعبير..!؟
* ما يحدث في المريخ أمر غير طبيعي، وكأن هنالك من يستفيد من حالة عدم الإستقرار التي يعيش فيها النادي في السنوات الأخيرة، وأول أسباب ذلك أننا نعتمد على قيادات تتجاهل كل النظم الإنسانية وتقفز فوق المعقول لتحقق إنتصارات شخصية.
* كان بالإمكان معالجة ملف الإستاد بطريقة أفضل وأكثر سلاسة من هذه القيامة التي اندلعت وكشفت الستار عن مسرح الرجل الواحد، وكان بإمكان نائب الرئيس محمد سيد أحمد أن يلتزم بالحد الأدنى من المؤسسية ويتولى معالجة الملف داخل مجلس الإدارة وينظم المخرجات بصورة أفضل قبل أن تعلن للجماهير والإعلام بصورة محترمة تليق بمكانة نادي المريخ وتأريخه وجماهيريته، ولكن.. الطريقة التي تمت بها المعالجة قرعت أجراس الإنذار في مجلس كنا نقول أنه بحاجة إلى وقت وتمارين لكي ينسجم، فالظروف التي جاءت به ليست هي الظروف المعتادة التي تولد فيها المجالس المنسجمة.
* لم يطرح إسم الدعم السريع كداعم للمريخ أو حتى راعي لصيانة ملعبه إلا محمد سيد أحمد، وبطريقة فيها خلط غريب بين أدواره السياسية والرياضية وهذه ليست جديدة ولا خافية على أحد، ولكنها كشفت في الأيام الأخيرة أنها ستمر بمرحلة حرجة وتسبب في اهتزاز وزلازل قد تعصف بالمريخ وتجهز على القدر اليسير من الإستقرار الذي تحقق في الآونة الأخيرة.
* الأسلوب الذي يعمل به الأخ محمد سيد أحمد في تقديري موغل في الفردية، وطريقة معالجته للأمور سوف تتسبب في أزمات كثيرة جداً في المستقبل ما لم يستدرك نفسه وينتبه إلى أن هنالك نظام أساسي يحكم أعمال المجلس ويوزع الإختصاصات والمهام بصورة تجعل الأداء الإداري أكثر سلاسة ودقة، ومهما كانت المكاسب من مواقفه الإرتجالية فإنها ستنتهي إلى الأزمات، ليس مع جماهير المريخ التي قد تبني مواقفها على العاطفة غالباً.. وإنما مع زملاءه في مجلس الإدارة.. حتى المقربين منه..!
* هشاشة بنيان المجلس الحالي ليست محل نقاش لأنها نتيجة طبيعية لهاشة الأوضاع العامة داخل النادي وتراجع التلاحم الإجتماعي واندثار بعض القيم والتقاليد التي كانت ترسخ للتنازلات والتضحيات من أجل رفعة شأن المريخ، ولكننا كنا نراهن على قوة بعض عناصر المجلس، ومتانة علاقتها بمجتمع المريخ ومعرفتها لتفاصيل ما يجري في الآونة الأخيرة، ولكونها أكثر الناس معرفة بأن النادي بحاجة للإستقرار وإعادة البناء أكثر من أي وقت مضى، وأنه كان بحاجة إلى مجموعة تتحمل ظروف العمل هذه لإعادة ترتيب الأمور بطريقة تمنح الإحساس بأن هنالك تقدم من الأوضاع التي مر بها النادي أيام سوداكال.. ولكن يبدو أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن.. وليس هنالك جديد غير مبادرات الرئيس..!!
حواشي
* هذا المجلس يعاكس نفسه، وفيه من المعاكسين أكثر من المعارضة التي في خارجه.. وبعض تصرفات أعضاء المجلس لا يستطيع أقوى معارض أن يفعلها..!!
* واحدة من الدلائل والبراهين ما يجري بخصوص المهاجم الشاب الجزولي نوح.. وإليكم التفاصيل:
١/ قيمة الجزولي نوح الفنية كانت واضحة ومؤكدة بنهاية الموسم السابق عندما أنهى الدوري برصيد ١٢ نقطة منافساً على صدارة الهداف، وهو رقم كبير قياساً بأنه مايزال لاعباً شاباً وقادم من الدرجة الأولى، مع مشاركات متميزة مع المنتخب الوطني..!
٢/ كل ذلك مع أرقام أخرى ثبتت قيمة اللاعب وموهبته وكان من الطبيعي أن يفكر المجلس في تمديد عقده الذي ينتهي بعد ستة أشهر في ذلك الوقت..
٣/ بدأت المفاوضات مع اللاعب بالفعل وتم الإتفاق معه على قيمة التمديد، ولكن المفاجأة أن نائب الرئيس للشؤون الرياضية كان من المعترضين ونجحت مساعيه في تقويض الخطوة.. وبالتالي أبطلت على النادي خطوة وقائية كانت ستوفر عليه الكثير من الوقت في المفاوضات، والجهد في المزايدات والمال أيضاً..!!
* ما حدث يدل على ان خلافات أعضاء المجلس تعوق مسيرة النادي في كل الأحوال.
* الشقيق محمد سيد أحمد شخصية تحتوي على الكثير من المتناقضات…فبإمكانه ان يقدم الكثير من خلال مواقفه القوية، ولكنه يعود ويخرب كل ما بناه في لحظة نتيجة لسوء تصرف..!
* نفس الملف كان بحاجة إلى دبلوماسية وذكاء وحنكة.. أكثر من أسلوب وطريقة يمكن أن تعيد استاد المريخ إلى الواجهة بدون معارك وتحديات..!!
* من المفترض أن يكون نادي الهلال كمؤسسة قد وعي الدرس من تجاربه السابقة في التعاقد مع نجوم المريخ.. فالظروف التي تمر بها الكرة السودانية والمجتمع السوداني من ضغوط إقتصادية وأمنية وسياسية يجعل التعاطي مع هذه الأمور مختلفاً عن السابق..!!
* إنهيار مجلس المريخ المنتخب أمنية تراود كثيرين من الذين فرحوا للخلافات والإختلافات والصراعات الأخيرة..!!
* أعضاء المجلس الذين استقالوا وعبروا عن آراءهم وتحفظاتهم علانية أفضل من الذين التزموا الصمت أمام المخالفات التي ترتكب للنظام الأساسي..!!
* هل يعقل أن تكون هنالك خطوة كبيرة مثل صيانة الإستاد ورئيس النادي آخر من يعلم..!؟
* كل القرارات التي تصدر عن مجلس إدارة النادي (بالأغلبية) جديرة بالإحترام.. ولكن لا يحق لأحد أن (يخم) الآخرين بقرارات مرتجلة ومفخخة..!!
* أكبر هزيمة للمريخ عندما تجد مجلس إدارة ينغمس في الخلافات ويتقاصر عن القامات التي انتخبته.. هذه هزيمة أكبر من أي هزيمة يمكن أن يتعرض لها الفريق..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد