إستاد المريخ … حميدتي بالردمية ؟

فوق الأشياء

عمر بشاشة

إستاد المريخ … حميدتي بالردمية ؟

في فاجعة جديدة أدمنها مجلس “الشعس” المريخي الهجين خرج علينا نائب رئيس نادي المريخ أو الرئيس المناوب كما يسمي نفسه بخبر إعلان تكفل الفريق “خلا” حميدتي ودعمه  السريع بصيانة ملعب النادي مجانا تحت رعاية إحدي شركاته حيث أكد الخبر المنشور أن وفد رفيع من الإدارة الهندسية لشركة الجنيد التقى بالجكومي وأعضاء مجلس الإدارة “لم يتم ذكر هؤلاء الأعضاء” ومدير الإستاد سعادة العميد ياسر ابو البشر بحضور المدير العام لشركة نيكول المتخصصة في إنشاء الملاعب والإشراف عليها وهي التي أنشأت ملعب الهلال والحصاحيصا وكوستي وربك وكريمة وغيرها من الملاعب بالسودان .علماً بأنها الشركة الأولى التي أشرفت على تأهيل ملعب المريخ في العام 2003م ، وهي الشركة المشرفة على تأهيل ملعب المريخ الآن .

وقد أعلن الجكومي مع المهندس محمد عنان المدير العام لشركة نيكول المشرفة علي العمل أن البداية ستكون غداً بإذن الله  ،بتدشين كبير يحضره أعضاء مجلس الإدارة وشركة الجنيد وجمهور المريخ ” أنتهي الخبر .

وقبل أن نفيق من تداعيات الخبر الأليم شاهدنا بالفعل ظهر اليوم الأحد بدء أعمال الحفريات بالاستاد وآليات ضخمة داخل الملعب تجرف التربة القديمة المهترئة ، ويبدو أن الجكومي ولأول مره ينفذ قراراً أتخذه أو أعلنه دون أن “يكسره” القنصل رغم  أيراد خبر على لسان الاخير بأن العمل في صيانة الاستاد سيكون بعطاءات مفتوحة عبر إتباع الطرق القانونية في هكذا مشاريع ، ولكن يبدو أن الرئيس الفرحان قد “انحنى” للعاصفة حتي تهدأ أموره “هنا” ولايريد أن يدخل في صراع جديد مع قوة مؤثرة تحكم البلد بقوة السلاح ، وهو الطامح للعودة للسودان بتسوية ما ، عطفاً على لقاءه الاخير بالبرهان في الامارات … ماعلينا !.

المريخ  ومنذ بداية تأسيسه كان ملكا للشعب السودانى  وقريباًمن كل احداث الوطن ومشاركا في كل الفعاليات ، وقدم جمهوره دروسا فى الوطنية والنضال ولم يكن يوما ما رهينا لأي حزب او حركة مسلحة او واجهة لتلميع شخص مهما علا شأنه فما بالكبقوات لانقول أنها تلضخت ايديها بدماء أبرياء من الشعب السوداني ولكنها المتهم الرئيسي في الجرائم والإنتهاكات التي حدثت في دارفور بالآف الشهداء ، وكذلك الجرائم التي ترقى لجرائم حرب أُرتكبت منذ إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة  وحتي اليوم.

المريخ ملك للجميع وهو وطن يضم الجميع بمختلف سحناتهم و لهجاتهم وقبائلهم  والوانهم واديانهم وتوجهاتهم السياسية، يتفرقون في سبل الحياة ويجمعهم المدرج العالي من العشق وروح “الفانلة الحمراء” ، وهو الكيان الأهم وهو الذي من أجله يقاتل ويشجع المحب والعاشق ، فالكل يدخل الملعب متوحدخلف لون وشعار وحيد ويتناسي الجميع اصلهم وقبائلهم وأحزابهم.

جمهور المريخ هو صاحب القرار في كل مايخص امور النادي المصيرية ويجب أن لا يتم الإستخفاف والإستهتار به ، ويجب أن يكون شريكا في أي قرار يصدر وخصوصاً مثل هذا القرار المعيب ، لا أعلم الغيب ولكني أؤكد أن قطاع عريض ولا يستهان به من الجماهير تستنكر هذه الخطوة وتستهجنها ، وفي المقابل كذلك يمكن أن تكون هنالك فئة ايضا تؤيد هذه الخطوة من باب العاطفة فقط وهي تحب أن ترى إستادها كما كان في السابق قبلة تسر الناظرين ولايهمها من أين يأتي الدعم المادي لهذا العمل سواء حكومي أو أفراد “غسيل أموال ” أو غيره المهم عندهم المبدأ الميكافيلي الغاية تبرر الوسيلة .

جماهير المريخ العريضة وهي بالملايين في شتي أنحاء المعمورة واقطاب النادي قادرين على اعادة  ترميم الإستاد وإعادته للخدمة من جديد ولو بعد حين بتكاتفهم وتعاونهم وتعاضدهم  بعيداً عن أي شبهات  ، وبالتأكيد هذا افضل واشرف لهم من ان يتم تلميع صوره “الدم السريع ” أو اي حزب او حركة او شخص على حساب أسم الكيان ، وعلى جمهور المريخ التفكير بعيدا عن العاطفه ومعرفة ان هذا الإتجاه من الجكومي ومن شايعه من السياسين “الفشله “ لن يقف عن هذا الحد وسيتم استغلال اسم  النادي مجددا، اذا صمت عن هذه الفضيحة، وسيصبح النادي واجهة  رسمية لممارسة  هؤلاء ، وتلميع “المصدي“ ولن يفيد الندم وقتها.

كان الأمر سيكون مقبولاً ومستساغاً أن تكفل مجلس السيادة بهذا العمل أو القوات المسلحة أو أي مؤسسة وطنية أخري كالتصنيع الحربي “منظومة الصناعات الدفاعية” مثلاً ففي النهاية هذه مؤسسات سودانية يملكها المواطن في نهاية المطاف مهما كان رأينا فيها وللتصنيع الحربي أدوار مشابهة في هذا المضمار وله مساهمات معلومة للكافة في صيانة ملعب الهلال بنسبة كبيرة لا تخفى على أحد ، ولكن أن يؤول هذا الأمر “لمليشيا “ فهذا مايفقع “الفشفاش“.

نرجو أن يُصحح الخطأ من مجلس المريخ “إن ” كان هنالك مجلس يحس ويشعر ، وتدارك ما يجرى على أرضية إستاد المريخ قبل فوات الآوان فالتاريخ لايرحم وسيدون ما أقترفه هؤلاء في حق كبان كبير أسمه المريخ .

آخر الأشياء :

إلى أين يقودنا هذا الجكومي ويقود مريخ الريادة والتأريخ ، له ألف حق جمهور الهلال إن أطلق على الملعب تندراً “إستاد آل دقلو” حتي قبل أن يبدء العمل بصفة رسمية فبعد الذي جرى ويجرى فيما كان يعرف بالقلعة الحمراء سابقاً لن يستطيع أحد أن يتكلم أو أن يقول “بغم” ….أستقيلوا وأريحونا