متفائلون.. رغم البدايات المتأزمة..!

زووم

ابو عاقلة اماسة

متفائلون.. رغم البدايات المتأزمة..!
* يقيني الذي لا ينازعه الشك أن أي مجلس إدارة يمر على نادي المريخ لايستطيع أن يحقق النجاح المطلوب ما لم يجد بيئة عمل طيبة على مستوى القاعدة والمجتمع، وقد يضم في تكوينه كوادر متميزة ومتحفزة للعمل ولكنها تصطدم بواقع مغاير للذي يتوقعه أي شخص يدخل مجتمع المريخ ويخوض فيه غمار العمل للمرة الأولى.
* نظرياً يعتقد معظم الناس أن العمل الإداري داخل نادي المريخ في غاية السهولة ولا يتطلب من الأدوات سوى سيارة فارهة وجلباب وعمامة وأموال أو مظهر جيد، ولكن المسألة تتطلب الكثير من الأدوات أقلها المصداقية والدقة والترتيب والإطلاع والجدية وإلا فسوف تكون النتيجة هزيمة ساحقة للأحلام وللخيال الذي جمح..!
* بالنسبة للمجلس الحالي فقد جاء في توقيت صعب، ووجد فيه المريخ عبارة عن أشلاء وحطام، وإستاده تدحرج من مكانته بين الأجمل على مستوى القارة الأفريقية إلى مكان لا يصلح لأي نشاط بشري، وجماهيره التي كنا نطلق عليها الألقاب ونسميها بزلزال الملعب تحولت بفعل الصراعات الدخيلة إلى فريقين كل منهم يطلق على الآخر (الفلول).. وبدلاً أن كانت الطموحات أن ينافس الفريق ضمن الكبار على مستوى أبطال القارة، أصبحنا نحتفل بالتأهل لمجموعات دور ال١٦، وبدلاً أن كنا ننتقي أفضل المواهب في القارة الأفريقية، وتفكر إدارة النادي في دخول استثمار اللاعبين من أوسع الأبواب، أصبح كل من يركل الجلد المنفوخ يطمع في اللعب بشعار المريخ، قبل أن يشكوه للفيفا، حتى فاقت مخالفات النادي المسجلة في لجان الفيفا جرائم الإرهابي الدولي كارلوس، وكل ذلك كان بفعل تقاطعات المصالح واهتزاز موقع اتخاذ القرار وغياب هيبة مجلس الإدارة في بحث القرارات قبل اتخاذها وكذلك وضع السياسات العامة التي تحدد ما إذا كان النادي ضمن كبار القارة أم أنه لم يتبق منه غير إسمه..!
* لم يرث المجلس الجديد شيئاً يبني عليه بعد فترة إختلف فيها المريخاب على كل شيء، ونسفت فيها صراعات سوداكال وعناده كل ما كان يحمل الأمل في أن يكون المريخ كبيراً.. لا إستاد ولا نادي، ولا مكتب تنفيذي محترم ولا ملفات ولا قواعد بيانات ولا حتى قائمة موجودات، برغم ان حالة المريخ تؤكد أنه (مؤسسة) رياضية عملاقة، فيه هياكل إدارية ونظم إدارية معاصرة…. ولكن الواقع المعاش على الأرض يكذب كل ذلك ويضع عنوناً عريضاً من كلمتين فقط (لا شيء)..!
* نعم لم يرث مجلس حازم المنتخب سوى فريق كرة قدم يعاني من طوق حديدي من الديون والمطالب، وإرث ثقيل فيما يتعلق بعلاقة النادي مع لاعبيه، هذا لو إعتبرنا ان ميزة المريخ كنادي كبير يجب أن يشعر بها اللاعب عند انتقاله من أي نادٍ في السودان، ويدرك أنه حقق نقلة جبارة في حياته وسيتعامل مع إداريين أعلى فهماً ومصداقية، وإهتمام يليق بالفريق كمجمع للمواهب والخبرات، وملاعب ومعسكرات تختلف عن تلك التي كانت في ناديه القديم، ولكن ما كان يحدث في المريخ يجعل اللاعب يشعر بتلك الحالة التي تنتابك وأنت في دلالة حلايب، الكل يصرخ ولا أحد يسمع الآخر..!
* أنا لا أبحث عن مبررات للمجلس الجديد، ولكنني أريد من الجميع أن يقف على حقيقة الأوضاع داخل نادي المريخ.. حتى لا يتجاوز سقف الطموحات الحد المعقول، وكذلك نريد أن ننبه أعضاء المجلس من الذين انغمسوا في الصراعات من الوهلة الأولى لأن يتأملوا واقع هذا النادي ويتذكروا أن كل هذا الدمار لم يحدث إلا بسبب مثل هذه الصراعات، ومن العار أن يسيروا في ذات الدرب الوعر.
* نريد من أعضاء مجلس حازم، رفقاء الحبيب الجكومي وعادل أبوجريشة وود الجزيرة والحافظ وبدرالدين أن يتجاوزوا عن بعضهم ويتساموا فوق جراحهم من أجل جماهير المريخ التي أرهقتها الصراعات، وهي تأمل وتحلم أن تعيدوا لها شيئاً من بريق الماضي.. وما ينتظرهم بالجد كبير، من مجهود وفكر ومال وعلاقات وحكمة وقدرات على الترتيب والتنظيم.
* ليس الإستاد والنادي فقط، ولكن كل شيء في المريخ يحتاج لإعادة نظر وصياغة جديدة، بل ثورة متكاملة تستوعب كل قدرات وإمكانيات المريخاب وتسخرها لبناء مستقبل جديد.. حتى على مستوى شؤون اللاعبين وإدارة فريق الكرة نحتاج لطفرات تضع المريخ في مضمار المواكبة، وفي بقية الملفات الأخرى، الإجتماعي والثقافي، والإستثمار والتسويق، والجوانب القانونية.. والعلاقات الخارجية وإدارة المال.. كلها تحتاج لثورة تجديد وتحديث.. بناءً على حقيقة مهمة جداً.. وهي أن المريخ برغم ضخامة وفخامة الإسم لا يوجد به إرث إداري وتنظيم يليق بهذا العصر، لذلك تكثر أزماته ويختلف فيه الناس على أبسط التفاصيل.
حواشي
* نراهن على عنصر الشباب في المجلس، هم الذين يملكون القدرة على إحداث ثورة ضد كل ما هو تقليدي وقديم وبالي ومتخلف.. من إدارة شؤون اللاعبين وحتى ملفات الشباب.
* من أخطاء تكوين القطاعات أنها تجاوزت بعض المناصب التي طرحت بالإسم عبر الإنتخابات… مثل مقعد الشباب الذي جاء فيه الفتى الطموح منير نبيل.. فهذا المنصب من المناصب الحيوية التي تستمد أهميتها من أهمية عنصر الشباب ودورها في عمليات البناء.
* ما حدث أن التكوين الأخير للقطاع الرياضي ضم منير نبيل.. وفي الأمر إزدواجية ستجعل وجوده في القطاعين خصماً على تركيزه وإنجازاته.
* إذا تعذر عقد الإجتماعات الدورية للمجلس فهنالك تقنيات حديثة بديلة وناجعة بإمكان الباشمهندس محمد الفاتح المقبول أن يساعد المجلس عليها.. خاصة وأن قروب الواتساب لا يكفي لمداولات المجلس.
* عمنا وصديقنا مرتضى بتري ينتظره قطاع من القطاعات الملتهبة التي كانت من ملامح عدم الإستقرار في المريخ، وشهد صراعات عنيفة انتهت بعضها في أروقة المحاكم.. ولأن الجمهور هو روح العملية ونكهة الرياضة.. ننتظر منه ان يبذل جهداً في سبيل توحيد هذه الجماهير على ان يحصر التنافس الشريف في كيفية مساندة الفريق دون الخوض مع الخائضين في تأزيم الأجواء وتوترها.
* الأخ الصديق سليمان اللابي وهو لمن لا يعرفه رئيس نادي نسور أبوزيد الصاعد للدرجة الثانية بأم درمان، ظهر إسمه ضمن قطاع الإستثمار والتسويق قبل أن يطلب الإنضمام للقطاع الرياضي.. وإن جاز له أن يكون (طرزان عصره) فسوف يحقق النجاح في كل هذه المناصب.
* نفس الشيء ينطبق على الشقيق الرفيع الجكومي… لو أنه انتشر في ساحات الرياضة والسياسة وواصل إرتياد دور الأحزاب.. فهذه الأدوار المزدوجة ستلقي به إلا حيث يتلاشى من الساحة دون أن يترك أثراً.. فمن مميزات الجكومي أنه شجاع في المواقف والأزمات.. يستطيع أن يتخذ القرار ويدافع عنه حتى لو إختلف الناس عليه..!
* هنالك الكثير من الملفات التي أنجزت فيما يخص الجانب المالي وحل مشكلات اللاعبين الموروثة. ولكن لقصور في عقلية أعضاء المجلس تتصدر الأخبار السلبية وسائل الإعلام وماهو متداول على الأسافير..!
* الوضع الطبيعي ان ينظم الزميل هيثم كابو لقاءً تنويرياً أنيقاً يطلع فيه وسائل الإعلام حقيقة الأوضاع داخل النادي من ديون وخطط مستقبلية.
* حتى لحظة كتابة هذا المقال لم يتسلم مجلس حازم مقاليد الأمور إلا بمقدار يقل عن ال٤٠%.
* الصديق نصر الدين الشريفي مرشح المجلس في الإنتخابات الأخيرة، إحدى الكوادر الشابة والنشطة.. أعد قاعدة بيانات ضافية فيما يتعلق بملف إيجارات إستاد المريخ وعقارات المستثمرة.
* التقرير الذي أعده الشريفي سيساعد المجلس أيما مساعدة في الإستنارة عن الأوضاع واتخاذ القرارات الصحيحة.
* واحدة من ملامح الفوضى المتوارثة في المريخ انهم منحوا الركن الشمالي الغربي لهاشم أبو الخير ليتخذ من كل تلك المساحة مربضاً لقلابات وشاحنات شركة التي تطل على النادي من الغرب.
* ننتظر أن تتم مراجعة كل عقودات إيجارات هذه الشركة من بدايتها، وحينها سنكتشف أن جريمة كانت ترتكب في حق المريخ..!!
* رغم البدايات المتعسرة والمتعثرة للمجلس الجديد إلا أننا متفائلون بقدرتهم على تجاوز العقبات وتدارك الأخطاء في مهدها ومعالجتها من أجل دورة تخلد مع أجمل الذكريات.. وهذه قد تكون صعبة ولكن ليست مستحيلة…!!