صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ضحى الغد…!!

1٬066

زووم

ابوعاقلة اماسا

ضحى الغد…!!

 

* قبل أكثر من عام ونصف، بينما كانت أزمة المريخ الإدارية تتخلق في رحم الغيب، أجريت سلسلة من الحوارات مع إداريين وقانونيين مخضرمين حول ما يجري وما يمكن أن يتخذه المريخاب كخطوات وقائية تحول بينهم ودخول النفق المظلم، وكان من ضمن الذين إستضفتهم في تلك الحوارات التي نشرت في صحيفة الصدى وموقع كورة سودانيه مولانا أزهري وداعة والله، وهو رجل قانون ورياضي غني عن التعريف، ومريخي فرز أول، وأذكر أنه قال في ذلك الحوار: أن الطريق القانوني لن يفضي إلى حل مثل هذه الأزمات التي لا تنقصها التعقيدات، وكان الحديث يبدو مستغرباً من الوهلة الأولى، ولكن عندما دلف إلى الشرح راقت لي، وظللت أفكر فيها بإستمرار لدرجة أنها أصبحت مرجعاً مهماً أستند إليه كلما انتقلت أزمة المريخ الإدارية وعبرت إلى مرحلة جديدة.
* مولانا أزهري كان قد استبعد أن يوفر القانون القائم الآن حلولاً ومخارج آمنة للمريخ، وأن الضمان الأوحد لعبور حقل الألغام هو جلوس كل فرقاء المريخ على الأرض وتقديم التنازلات الكافية لضمان طي الأزمة وإستشراف عهد جديد، يتحقق فيه الإستقرار، واستبعد الحل القانوني لسبب واحد وقوي وهو أن السودان يعيش مرحلة فوضى في التشريعات والقوانين التي تحكم الرياضة، ووجود ثلاثة قوانين متعارضة وسارية المفعول في اختصاص واحد، وبناءً على ذلك يمكنه – كقانوني – أن يصوغ مذكرة قانونية لكل طرف من الأطراف المتنازعة (إتحاد الكرة، المريخ، والمفوضية) كلها صحيحة في بنيانها القانوني ولكنها تتعارض بصورة تصل حد التنافر، وليس طبيعياً أن نبحث عن حلول قانونية في ظل هذه السيولة..!!
* إقتنعت بتلك الرؤية لأنها جاءت من شخصية تتمتع بالرؤية السليمة للأطر القانونية، بجانب خبرات عملية آخرها أنه شغل منصب المفوض العام الإتحادي للهيئات الرياضية، مع خبرات طويلة في العمل كإداري بنادي المريخ.
* من خلال تلك القراءة كنت أستبعد أن تكون نهاية الأزمة الإدارية في المريخ (قانونية) وعملت كل ما بوسعي لإيصال هذا الفهم للأطراف المتصارعة في المريخ وحثهم على قبول الآخر والجنوح للسلم، وكتبت مراراً أن المخرج الآمن للمريخ هو أن يمزق الناس فيه كل مسودات النظام الأساسي التي فاق عددها السبعة، والصراع حولها على أشده، ولكن أكبر عقبة واجهتني في ذلك المسعى تتمثل في شخصية سوداكال التي لا تثبت على مبدأ، ويظهر كل يوم في شان مختلف.. ووقتها كنت من المقربين منه، وتجمعني به محادثات طويلة أتاحت لي فرصة كافية لدراسة هذه الشخصية وتضاريسها النفسية المعقدة، وأدركت من خلالها أنه ليس بالشخص الذي يبحث عن حلول للمشاكل، وليس من همومه تنقية الأجواء والعمل من أجل التطوير، وإنما تقوده مآرب وأهداف أخرى وأجندة يريد أن يمررها من خلال منصبه كرئيس لنادي المريخ، رغم أنني لا أشكك في مريخيته أبداً.
* منذ ذلك الوقت بدأت أحذر كل الأطراف من مغبة الإستخفاف بإستمرار أسباب الصراع، وبدأت أنتقد مدثر خيري وهو أحد أهم مرتكزات الأزمة في هذا النادي، وانتقدت سوداكال بعنف لعله يرعوي وينتبه حقاً إلى ان الطريق الذي يسلكه لن ينتهي بخير… له وللمريخ، بل يؤدي إلى إنفجار لا تحمد عواقبه، وبإمكانكم الإطلاع على الإرشيف الخاص بمقالاتي في زووم، خاصة تلك المتعلقة بقراءات الأحداث لمستقبل المريخ في ظل التعقيدات الإدارية الجارية.
* الحقيقة التي لاتقبل الجدال هي أن شخصية سوداكال من الغرابة بمكان حيث أنه يستحيل معها الخروج بلاخسائر (فادحة) من هذا المأزق التأريخي، حتى والنيران تلتهم كل ما حوله من مساحات لتضيق الفرص وتتقلص الأرض تحت أقدامه ويفقد أقرب مناصريه… وأصبحت أكثر قناعة بأنه يريد أن يبني مملكة خاصة تتسم بجبروت فرعون وهامان.. ولن يترك بينه وبين عبارة الإفتراء (أنا ربكم الأعلى) إلا القليل.. فقد طبق كل ما يمكن أن يطبقه دكتاتور متفرعن..!
حواشي
* من ملامح ضيق أفق سوداكال أنه لو أنفق وعمل بالوتيرة التي أجبر عليها في الفترة الأخيرة لوجد السند والعضد من جماهير المريخ.. ولكنه عمل ب(علوق الشدة)، فحرك الطائرات الخاصة ووفر ما كان يبخل به في الماضي.
* وذهب أبعد من ذلك فأنفق المليارات ليستأجر زبانية ومرتزقة يدافعون عنه وهو الذي كان في غنى عن ذلك..
* محور أزمة المريخ الإدارية ونقطة تعقيداتها وقلب أزمتها شخصية سوداكال.. وهو يتميز بذكاء خارق ولكنه لا يستخدمه في مصلحة البشر.
* لو كسب سوداكال تعاطف شداد ومعه كل الإتحاد الأفريقي، والفيفا واللجنة الأولمبية الدولية فإنه سيظل العدو الأول لنفسه، يشتري حبل مشنقته بحر ماله..
* بالأمس تحولت الأزمة من نادي المريخ إلى اتحاد كرة القدم، وارتفعت الأصوات بين الرئيس في معسكره وبقية مجلس الإدارة في الطرف الآخر.
* كل مجلس الإدارة يرى أن أزمة المريخ تكمن في شخصية سوداكال، لذلك رأوا أن الحل الذي يحافظ على كيان كبير ومهم مثل المريخ هو تجاوزه، وفرض حلول تتوافق مع خارطة الطريق التي دفع بها الفيفا.
* وفي المقابل شمرت جماهير المريخ عن سواعد التصعيد لأقصى حد لتفرض واقعاً جديداً… هي مدفوعة بعشقها وشغفها بناديها، والطرف الآخر يجتهد لإحتلال أراضي الغير غصباً وظلماً وجورا..!
* ما زلت أحذر أن الطريقة التي يسلكها سوداكال ومن وراءه مدثر خيري ومن معهما لن يفضي إلى خير، والذين ينادون بأن تلتزم كل الأطراف بالحل القانوني يتجاهلون أن ميوعة التشريعات هي التي صنعت الأزمة وعقدتها… وأن كل الأطراف لو أستمعتم لها تحتمي بقانون تفسره وفقاً لأمزجتها، وظهرت مجموعات توزع صكوك الغفران على غيرها كيفما شاء المزاج..!!
* فرضت الظروف على المريخ أن يلعب بالأبيض، وعلى ملعب قلعة شيكان مجبراً.. ولكن رب ضارة نافعة، وبإمكان المريخ أن يحصد مكاسباً من مباراة الإكسبريس لو جلس المجلسان معاً ليخططوا لها لفشلا..!!
* يكفي المريخ أنه سيعانق أبناءه في بقعة عرفنا أن بها أجمل المريخاب وأخلصهم عشقاً للشعار… وسنشهد مباراة بكامل زخمها الجماهيري.. في مدينة تنبض بالرياضة وتعشق التظاهرات الرياضية…!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد