صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كرة القدم أكثر من سفارة (2)

370
توقيع رياضي
معاوية الجاك
كرة القدم أكثر من سفارة (2)

 

* نواصل الحديث عن البُعد العميق للرياضة عموماً وكرة القدم خاصة فيما يتعلق بالقيام بأدوارٍ دبلوماسية مؤثرة تفوق ما تقوم به أعتى السفارات يمكن أن يعود بالفائدة العظيمة على السودان كدولة.
* ما تقدمه كرة القدم للسودان عايشناه بأنفسنا من خلال مرافقتنا لبعثات المريخ الخارجية لعددٍ من الدول الأفريقية والعربية وكيف تفاجأنا بمن لا يعرف السودان وعرفه من خلال المريخ وتفاجأنا بمن توسدت مخيلته صورة ذهنية سالبة عن السودان صححها المريخ على الطبيعة.
* أذكر جيداً عند مرافقتنا للمريخ في رحلته إلى الجزائر في العام ٢٠٠٧ تحديداً للتباري مع فريق جمعية أولمبيك الشلف في تلك المدينة التي تبعد عن العاصمة الجزائر حوالي خمس ساعات.
* ذهبت إلى أحد محال الإنترنت لإرسال رسالتي إلى الصحيفة ومن خلال دردشتي مع صاحب الكافيه وهو شاب سألني عن الجهة التي قدِمت منها وحين ذكرت له السودان ثم قلت له : ماذا تعرف عن السودان؟ فاجأني ذلك الشاب بعدم معرفته مطلقاً بدولة إسمها السودان مع ملاحظة إنه صاحب محل إنترنت ويفترض فيه ارتفاع درجة المعرفة.
* موقف آخر أذكره لكم ، خلال زيارة المريخ لرواندا وتحديداً عاصمتها كيجالي في العام ٢٠٠٨ عايشت موقفاً عجيباً ذكرته من قبل ولا ضير من ذكره ثانيةً .
* فى أحد تدريبات الفريق إقترب منى أحد الصحفيين الروانديين وظل يتحدث معى عن المريخ.
* فاجأنى الصحفي الرواندي بسؤالٍ مباشر : هل لديكم لاعبون من جبال النوبة وجنوب السودان ؟
* أجبته بالإيجاب وأشرت إلى مجموعة من اللاعبين بأرقامهم وكان الرواندى يركز بصورة كبيرة على منطقة جبال النوبة.
* أحصيت مجموعة من أبناء جبال النوبة فى المريخ كانوا ضمن المريخ.
* ثم أردف الصحفى الرواندى بالسؤال : وهل يتعايش هؤلاء معكم بصورة طبيعية فى الشمال وتحديداً العاصمة الخرطوم بعد مجيئهم من مناطقهم ؟
* قلت له بعض هؤلاء اللاعبين من مواليد عاصمة السودان الخرطوم ويسكنون العاصمة السودانية ولديهم منازلهم الخاصة.
* أصيب الصحفى الرواندى بالذهول الذى بدا واضحاً على وجهه وقال : إن كان الأمر كذلك فما الذى نسمعه ونشاهده عبر الفضائيات العالمية عن وجود حروبات بين الشماليين والجنوبيين وقطيعة بينهم لدرجة عدم التواصل والتعامل ..
* أجبته بأنها الآلة الإعلامية الغربية هي التى تصور للعالم أن هناك تفرقة وحروباً عنصرية بين الشمال وبقية المناطق.
* وما نلفت إليه الإنتباه هنا هو أنه فى تلك الفترة إبان زيارة المريخ لرواندا لم يكن بها تمثيل دبلوماسى إطلاقاً ولكن المريخ قدم أدواراً لا يمكن أن تقدمها الدبلوماسية لأنه عكس الواقع على الأرض (صورة وصوت وكل حاجة) وليس من خلال ترويج إعلامى يحتمل التكذيب والتشكيك.
* ولذلك نقول إن مشاركة أنديتنا خارجياً لها عدة وجوه وتقدم عدداً من الأغراض والخدمة للسودان وما ذكرناه يعتبر أحد الجوانب المهمة للرياضة ولذلك مطلوب عدم الضغط والتعامل مع المشاركات الخارجية من زاوية واحدة وهي ضرورة إحراز البطولات فقط لا غير.
* عليه نكرر ما ذكرناه أكثر من مرة عن ضرورة دعم الدولة للرياضة وتجاوز المسئولين النظرة الأحادية لها على أنها لهو ولعب فقط لا غير.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد