صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ما بين السوباط والفاضل التوم..!!

955

افياء
أيمن كبوش
ما بين السوباط والفاضل التوم..!!

# ان كنت اقرأ الطالع.. مثل أولئك الذين يتمتعون بذلك الذكاء الممدود، لقلت لنفسي أن صحافة “الفكر العانس” واستدامة النظر لمنطقة ما تحدت القدمين، أرادت بتلك الفرقعة، أن تمتدح أحدهم بما يشبه الذم، أو تذم أحدهم بما يثبت المدح، فتقع في شر أعمالها.. لأن المتلقي قادم من تلك الأمة التي تؤمن بفرضية: أن كان الكاتب مجنون، غبيان، فإن القارئ عاقل كسبان.
# في الوضع العادي، الخالي من المع والضد، ينبغي أن نصفق للاخ المهندس الفاضل التوم التهامي، مساعد رئيس لجنة تطبيع نادي الهلال، حين اكتشفنا بأن للرجل مليون درهم إماراتي في ذمة رئيس نادي الهلال، الأخ هشام السوباط، ولكنا لن نقرأ الخبر هكذا على عمانا بعيدا عن تلك النظرية التي تريد أن تثبت بأن الدائن على خطأ.. لأنه يلاحق المدين، مع ان الحقيقة غير ذلك..
# والحقيقة في أبهى صورها.. هي أن نادي الهلال، وليس السوباط.. استدان من الفاضل التوم ملايين الجنيهات السودانية.. لكي يعالج بعض الأمور المالية بتسوية مستحقات إعادة قيد لاعبي الفريق نزار حامد وفارس عبد الله.. ودفع استحقاقات ناديي حي العرب بورتسودان والاهلي الخرطوم والميرغني كسلا.. واللاعبين عثمان ميسي وحسين النور والمصري.. علاوة على تغطية بعض التفاصيل اليومية الخاصة بتسيير النادي.
# عندما نقرأ الخبر بشكله البعيد عن نظرية المؤامرة… أيها السادة.. والسيدات.. لابد لنا أن نشكر الايام.. ونشد على يد الظروف التي هيأت لرئيس الهلال.. مناخا صحيا وتصالحيا، يمّكنه، بلا عُقد، من الاستناد على رجل.. بدلا من الاتكاء على “حيطة مايله” كما جرت العادة، حيث يدفع الرئيس دم قلبه.. وعليه أن يكون مبذولا ومتاحا تحت كل الظروف.. دون وضع ادنى اعتبار إلى أنه بشر.. يجري عليه ما يجري على رجال المال والأعمال.. وكل المتعاملين في سوق الله أكبر، حيث تشح العملة، ويغيب الكاش.. مثلما يغيب عن خزائن الحكومة والبنوك والأسواق المالية، هذا عادي.. بل عادي جدا.. في بلد تعاني من ضائقة اقتصادية، وكساح وكساد عام.. ولكن أجمل ما في هذه الضائقة.. انها تظهر لك معادن الرجال.. وتعطيك مؤشرا حقيقيا لقياس درجة حرارة من يقفون بجانبك لكي يسندوا ظهرك.. ومن هم الذين يحدرون لك في الظلام.
# أعود واقول.. ان قراءة خبر مثل: “الفاضل التوم يلاحق رئيس الهلال بسبب مليون درهم” وتحليله بشكل صحيح، يجب ألا يُسقط من حساباتنا المنطقية، أن كاتب الخبر أراد بذكاء أن يقول بأن هشام السوباط غير قادر على إدارة نادي الهلال.. وغير قادر على الايفاء بالالتزامات المالية، بدليل انه استادن من مساعده في اللجنة، ولكن من يقرأون الخبر ويضعونه في إطاره الصحيح، يجب ان يصفقوا للفاضل التوم، وكذلك عليهم أن يبعثوا بصفقة مماثلة للسيد الرئيس الذي تجرد تماما من “انفة من يملكون المال”، حيث تواضع بثقة متناهية من أجل السيد الهلال، هذا موقف يحسب للرجل بمقدار واحد يعلي من قيمة العطاء المتجرد.. ليت أولئك القوم الذين يجتمعون هذه الأيام لنصب الشراك للسيد السوباط.. ويخططون لتضييق الخناق عليه، أن يتعلموا من تجاربهم، وقبل ذلك عليهم أن يعلموا بأن جماهير الهلال سوف تقرأ هذا الموقف تحت شعار: “مكان الفرد.. تتقدم قيادتنا الجماعية”..
# الشكر للفاضل التوم الذي فتح خزائنه ولو على سبيل الدين المسترد، والشكر الجزيل للسوباط الذين لم يتحرج أو يستحي.. لأن المبلغ لم يذهب إلى بيته أو إحدى شركاته.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد