صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

محبة اسمها رشيد

796

افياء
أيمن كبوش
محبة اسمها رشيد..

# أن لم نخرج من كل هذه المهنة العذاب.. المهنة الصراط، التي تسرق سنين العمر، الا بتلك الابتسامة الوضيئة.. ومحبته الصادقة للناس والأشياء، لكفانا ذلك من كل هذا الحريق الذي يذبحنا من الأعماق.
# رجل تحتفي به صالات التحرير.. مثل احتفاء المطارات والاحراش الأفريقية، ومايكرفونات الإذاعات والفضائيات، وكابينات التعليق الرياضي، حتى صار هو مدرسة سودانية خالصة.. تستحق أن نخرج بها إلى العالم لنداهم ملاعب الدنيا..
# التقيته قبل سنوات عديدة، في مدرسة الصحافة الرياضية “عالم النجوم”.. وجدت منه دعما لا يمكن أن يجده المرء إلا من أبيه، بتلك الصلة المروحية والحميمية التي تضعك مباشرة في مواجهة درب اليقين، بأن هذه المهنة النكدية التي تكافئنا دائما بالاشواك والمعاناة، لها وجه آخر يعبّر عن المحبة.. وينضح بالألفة والصدق.. واللطافة والبشاشة في اجمل الصور وابهاها على الإطلاق.
# التقينا مجددا في صحيفة “الكورة” العملاقة، ففتح لي نفاجا آخر جعلني أطل على السودان من أقصاه إلى أدناه، حينما اقنعني بأن الكرة والصيت والغنى والعمل الصحفي، لن يتوقف، على طول الخط، عند محطة الهلال والمريخ وحدهما، وقد كان، حيث حققت نجاحا جدير بالاحتفاء من خلال الاهتمام بنشاط الولايات..
# رحلة طويلة وحبيبة إلى النفس والخاطر من العمل الاعلامي المضني.. وحضور طاغ في كل المحافل، سافرنا سويا فتعلمنا منه حرفيا فوائد الأسفار، كان في كل المواقف، هو قائد الأسطول.. وهو محور الجلسة وسلطانها الذي يصنع من كل موقف حكاية.. ومن كل كلمة رواية تستحق أن تضمن في كتاب التاريخ الإنساني الجميل.
# هذه المهنة التي جمعتنا بهذا الرجل النبيل، اعطته الحب بمقدار متساو مع العذاب وانسداد النفس، لذلك ظلت رحلته مع المرض دائما محل تأمل من جانبنا حيث نشعر بالأسى لمثل هذا الحصاد الذي يجعل من يقدمون ما قدمه من عمل وطني كبير وعطاء وفير.. يقبعون في كشوفات الإهمال، إهمال من الدولة، وإهمال من أرباب العمل، وإهمال من الرجال الذين يعرفون بأن وسطنا الرياضي، ينبغي أن يظل وسط متكافل، تتجسد فيه الروح التي تجعله كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
# استاذنا الجميل الرشيد بدوي عبيد، واحد من هذا الشعب الجميل النبيل، يمتد فينا وبيننا كنهر عطاء يستاهل منا الوقوف جميعا لمكافحة محنته بعد أن انهك مرض السكر اللعين، هذا الجسد النحيل الذي طالما ظل بيننا، مثل الفراشة التي لا تبخل بالرحيق..
# رسالتي هنا ابعث بها إلى بريد الدولة السودانية.. ولكن في الحقيقة أنا أود أن أخص سعادة الفريق أول ميرغني ادريس، بخصوصيته كرياضي مطبوع لا يعرف التقصير.. ولا يمكن أن يتأخر مطلقا أمام هذه الاستغاثة، الرشيد بدوي عبيد غادر البلاد إلى العاصمة المصرية القاهرة.. في زمن غابت فيه المواعين.. وانتحرت فيه الصناديق.. ولم يعد هناك وزير أو وال يعمل بثقافة الباب المفتوح.. لكي نطرق بابه أو نستوقفه… الرشيد منا وقد جاء أوان تكريمه كواحد من المبدعين.. فهلا استجبنا للنداء.. اتمنى ذلك.

فيء اخير

# قلت لأحد المقربين من مهرجانات تكريم الإعلاميين من الشاشات الصغيرة.. “انت يا اخوي الناس البتكرموهم ديل بدفعو فلوس ولا ايه”.. دفعت له بهذا لأن بعض المكرمات لم نسمع بهن لا في شاشة ولا في إذاعة “اكيد بدفعن”.
# اقول قولي هذا بعد أن علمت بأن بعض المغنيين الذي يظهرون في بعض البرامج التلفزيونية الرمضانية “بدفعو فلوس”.. بتجي دي..؟!
# غدا نكتب عن منتديات “الهمبتة” التي يقال انها منتديات ثقافية، وليس فيها شيء من الثقافة، اللهم الا ثقافة التعري والتسول الرخيص.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد