صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لقاء الخوف

755

افياء
أيمن كبوش
لقاء الخوف..

# مهما حاولنا أن نتجلد ونرتدي لباس الثبات، قبل لقاء الغد الحاسم أمام صن داونز، لا نستطيع أن نغادر محطة التوتر.. أو نسكت دقات القلوب التي ارتفعت ارتفاعا شاهقا.. وذلك بعد أن اقترب الزمان الذي ستبلغ فيه الارواح الحناجر.. لتصل إلى مرحلة الجفاف في الشفاه والحلقوم.
# بكل تفاصيل واقع الحال الماثل امامنا.. وبكل لغات الدنيا ولهجاتها المتعددة.. اصبح لقاء الهلال وصن داونز هو المُعطى المطلوب اثباته في ليلة الجمعة الجامعة.. نقول مطلوب اثباته حقيقة لا خيالاً لأنه لقاء بمثابة “أعمال سنة” بالنسبة للهلال الذي يبحث عن انتصاره الأول في المجموعة العجيبة.. وهو لقاء بين قمتين وفيه ما فيه من قمم الدنيا ذات التفاصيل التي تجعله مثل لقاء البارسا والريال… لذلك نتمنى أن يكون لقاءً خارج عن عباءة ما هو مألوف نأتيه كفاحا ونحن على صعيدين من الهلع والخوف وليست هناك مساحة لمنطقة وسطى ينفذ منها باعث الاطمئنان.. ولا الثقة الكاملة في ان صافرة الحكم ونهاية المباراة ستكون هي المنشور الرسمي الذي سيعلن انطلاق الأفراح الهلالية.
# ما بين الهلال وصن داونز، قاسم مشترك اوجدت احداثياته هذه الساحرة المستديرة الصغيرة.. صحيح أن الجنوب أفريقي قادم من بلاد مرفهة ومرتاحة تشبه العالم الاول الذي يتعامل مع كرة القدم كرفاهية نوعية مثلها والاحتفالات الكبيرة والمهرجانات الرسمية والاعياد السنوية.. ولكن نحن رغم فقرنا المقيم وامنياتنا “العدم”.. فإننا أيضا نتعامل مع كرة القدم كشغف وحب يصل لدرجة الهياج.. ليس لدينا ملاعب مبهرة ولا بيئة تصنع فارق المتعة والابهار الاسطوري.. ولكن لدينا تاريخ طويل من التواجد الافريقي المعلوم.. ولدينا ذات الشغف المتجاوز لتلك الفوارق الكونية الشاسعة ما بين عالمهم الذي يشبه العالم الاول وعلمنا الغارق في أحزان العالم الثالث ونكباته.
# يمتلك الهلال اكثر من دافع للقتال في مواجهة الغد لانتزاع العلامة الكاملة.. خاصة وانه يلعب على ارضه ويبحث عن ما يحضه للقتال حتى الأمتار الاخيرة خاصة وأن مباريات الارض بطبيعة منافسة مثل منافسة دوري المجموعات لا تحتمل التفريط لان اي فريق يريد ان يتقدم في البطولة لابد من أن يكون قادرا على تحقيق الفوز على أرضه وهذا لم يتحقق له في مناسبتين.. ولكن هناك قيمة إضافية نتمنى أن يستفيد منها الهلال باعتباره الفريق الوحيد الذي لم يهزم من صن داونز على أرضه، لذلك إذا تحقق الانتصار في مباراة الغد سيكون الهلال هو الأحق بمرافقة الجنوب أفريقي إلى دور الثمانية الكبار.. ولكن هذا لن يتحقق اذا لم يستفد اطاره الفني بقيادة ريكاردو من سلبيات اللقاء السابق أمام بلوزداد ومعالجتها.. علاوة على استثمار الايجابيات ودعمها بالمزيد من التجويد.
# ضعوا في قلوبكم الرحمن.. سوف ننتظر انتصارا لن ينساه الزمان.. تسير بها الركبان.

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. روجر ميلا يقول

    بالتوفيق … منتصرين باذن الله.

    لا خوف الا من لعب النهار الذي خصم كثيرا من اداء اللاعبين مع بلوزداد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد