شجاعة القرار ونجاعة البدلاء
راي رياضي
إبراهيم عوض
شجاعة القرار ونجاعة البدلاء
فرض الهلال نفسه على عملاق القارة الافريقية مازمبي الكنغولي وحول خسارته بهدف الى فوز بهدفين مقابل هدف في ثاني وآخر مبارياته في بطولة سوبر سيمبا الودية.
وكما نعلم فقد غادر الهلال الى تنزانيا بدون لاعبيه الدوليين (العشرة)، وخسر في المباراة الأولى امام سيمبا المستضيف 1ـ4 بعد وصوله دار السلام العاصمة باقل من 24 ساعة.
قدم الهلال مباراة قوية، امام مازمبي، طوال الشوطين، وظهر لاعبوه الجدد بمستويات رفيعة اكدوا بها بعد نظر لجنة التسجيلات بقيادة الخبير الطاهر يونس.
سجل الكنغولي فيني هدف التعادل بلمسة أرضية سريعة مستفيدا من راسية مجاهد فاروق داخل خط الستة، بينما سجل البديل محمد موسى الضي الهدف الثاني بمهارة.
خطف الزيمبابوي جيسي لاست لاعب الوسط نجومية المباراة، وشكل الطيب عبدالرازق مع اوتارا، ثنائية رائعة في متوسط الدفاع، وفي الأطراف اكد مؤيد عابدين وادم الدالي انهما مكسب كبير.
مفاجأة المباراة في اعتقادي كان محمد ابوجا حارس المرمى الذي لعب بمستوى ثابت رغم انه لم يمنح الفرصة منذ بداية الموسم، وانقذ كرة خطيرة في الوقت المحتسب بدل الضائع، فضلا عن العديد من الفرص اثناء المباراة.
الظهور بمستوى جيد وتحقيق الفوز على مازمبي بعد 48 ساعة من الخسارة برباعية امام سيمبا، يحسب للصربي زوران مدرب الفريق، الذي نرى انه نجح في اخراج اللاعبين من حالة الإحباط، وهيأهم نفسيا بشكل جيد للمباراة.
قرارالمشاركة في بطولة سوبر سيمبا، رغم استبعاد الدوليين العشرة، يعد من اشجع القرارات التي اتخذها مجلس إدارة الهلال بقياد هشام السوباط.
كثيرون هاجموا إدارة النادي على قرار المشاركة، ونظم البعض حملات متتابعة ضد السوباط ورفاقة، وتصاعدت الحملة بعد الخسارة من سيمبا.
لكن وبعد ان شاهد الجميع مستوى الهلال وبالبدلاء أمام العملاق مازمبي، تاكدوا ان قرار المشاركة في هذه البطولة كان هو من افضل القرارات.
الأكيد ان خوض مباراتين تجريبيتين امام اثنين من افضل فرق القارة ، وقبل مواجهة صن داونز الجنوب افريقي في مرحلة المجموعات بدوري الابطال باسبوعين، سيفيد الفريق كثيرا.
لقد طمأن الهلال جماهيره العريضة قبل بداية مرحلة المجموعات بما قدمه من مستوى امام مازمبي، لدرجة ان سقف طموحات البعض قد ارتفعت عما كانت عليه قبل بطولة سوبر سيمبا.
آخر الكلام
مازمبي الذي واجه الهلال امس، وخسر أمامه لعب بفريقه الأساسي الذي يضم 8 لاعبين أجانب، ولم يغب عنه سوى ثلاثة لاعبين أساسيين يشاركون في بطولة الشأن حاليا .
ابوجا وجيسي ومجاهد والطيب وميسي وفيني وبوغبا ومؤيد والدالي وموفق، أسماء جديدة لم يمضي على انضمامها للهلال سوى شهور قليلة، ومع ذلك ظهروا وكأنهم يلعبون منذ سنوات، ما شاء الله.
لعب الفريق بروح قتالية ، وظهر كل اللاعبين بلياقة بدنية عالية، وبرزت عبقرية الصربي زوران في تشكيلة البداية وطريقة اللعب وفي التبديلات.
الذين كانوا يروجون قبل أيام ، عن نية إدارة الهلال الاستغناء عن زوران والتعاقد مع مدرب آخر ، كانوا في الحقيقة يستهدفون نسف استقرار الفريق الأزرق.
نحمد للمهندس الطاهر يونس نائب رئيس مجلس الإدارة، نفي تلك الشائعات، وبالسرعة المطلوبة، وتاكيده على ان زوران باق الى نهاية عقده.
من حسن حظ الهلال انه سيلعب ثلاثة مباريات دورية خلال أسبوع واحد قبل المغادرة الى جنوب افريقيا لمواجهة صن داونز الجنوب افريقي في الـ 13 من فبراير المقبل.
سيلعب الهلال مع الخرطوم الوطني في الـ 2 من فبراير ضمن الجولة السابعة بعد عودته من دار السلام بثلاثة أيام.
ويواجه الشرطة القضارف في الـ 5 من فبراير، والأهلي الخرطومي يوم 8 فبراير، وهي في تقديري مباريات ستفيد الهلال كثيرا.
والجميل ان المباريات الثلاثة ستكون مع فرق من العيار الثقيل، كالخرطوم الوطني والأهلي الخرطومي والشرطة القضارف.
من حق أي هلالابي ان يحلم بالاميرة السمراء، فما نشاهده على ارض الواقع، من الفريق الأزرق ، يشير الى ان عناقها بات مسألة وقت.
وداعية:
كل شيء ممكن .. مع أبو ناصر والسوباط .