صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

السودان مابين حرب المياه والحدود وحرب بالوكالة

420

البعد الاخر

صلاح الدين حميدة ..

السودان مابين حرب المياه والحدود وحرب بالوكالة

 

من وجهة نظرى الخاصة لما يحدث الان .فى الساحة السياسية فى ظل التاراشق الاعلامى والمهاترات الكلامية والحرب المقبلة ما بين السودان واثيوبيا ونسبة لخصوصية وحساسية الموضوع وبالرغم من عدم وجود اجماع او اتفاق بين اطراف النزاع الثلاثة لابد من النظر بعين الاعتبار لهذه القضية ولا بد لنا ان نقف هنا ونثبت بعض النقاط للراى العام . السودانى .بصفة خاصة ان السودان هو متضرر اكثر من مصر والدليل على ذلك فيضان العام الماضى وما خلفه من اضرار جسيمه هذا عاطفا على راى الخبير الدكتور عقيل ابراهيم بشارة والاستاذ بشرى احمد على ..

ارى ان هنالك مواجهة مؤجلة ومقبله بين السودان و اثيوبيا ، و تقترب المواجهة مع موعد الملء الثاني لسد النهضة. كما ان الوقت ليس في مصلحة السودان ، فإذا تبقى حوالي خمس أشهر فقط من موعد الملء الثاني من عمر المفاوضات التي مدتها حوالي عشر سنوات (٢٠١١-٢٠٢١)، و التي تمثل حوالي ٤٪‏ من فترة التفاوض. و الواضح انه من المستحيل التوصل لاتفاق مع اثيوبيا في هذه الفترة

، مع التسويف الاثيوبي . و مع اقتراب موعد الملء الثاني تزيد اثيوبيا من حدة تعاملها مع السودان وتكشف عن نواياها الحقيقية. و عليه ارى ان يصعد السودان الامر بصورة عاجلةالى مجلس الأمن ، و يشرح فيه موقفه، و الخطوات التي تمت ، و تعنت الجانب الاثيوبي و نيته الملء الثاني منفردا ؛ مما يعرض حياة و املاك الملايين للخطر ، و ان ذلك يمثل تهديدا للسلم و الأمن الدوليين. صراحة ارى ان يتجاوز السودان مرحلة الخبراء الافارقة و يحيل الامر كله لمجلس الأمن ، و اذا لم يستجب مجلس الأمن ، فيحق للسودان الدفاع عن مصالحه و لا احد يلومه على ذلك. الزمن ليس في صالحنا ، و نرى ضرورة سرعة التحرك. ارى ان يتوحد الجميع حول هذا الهدف و جعلها قضية أمن قومي، ويتوافق الجميع عليها.

.الوضع جدا خطير . الملء الاول كان بحجم ٤.٩ مليار متر مكعب ، و راينا اثاره مثل خروج بعض محطات مياه الشرب بالخرطوم و مدن اخرى من الخدمة. و سيكون الملء هذه المرة بحوالي ١٤ مليار متر مكعب ، اي ثلاث مرات حجم الملء الاول ، و بارادة اثيوبية منفردة دون تنسيق مع السودان. عليه متوقع ان تكون هنالك أضرار كثيرة جدا على السودان

صحيح ان السودان تربطه علاقات قديمة وهذا لا يمنع احترام العلاقات بين البلدين وتعتبر علاقة ازالية وتاريخية لكن ذلك لا يكون على حساب ضياع حق الشعب السودانى الذى سبق وان تضرر من ما حدث فى العام الماضى من الملء الاول الذى خلف اضرار كبيرة من فيضان وانهيار للمنازل وبعض المؤسسسات العامة والخاصة لذلك ..

تخشى حكومة السودان ان يتكرر هذا المشهد للمرة
الثانية ويكون ذلك على حساب شغب السودان نوجه رسالة الى حكومة ابى احمد رئيس الوزارء الاثيوبى ان يعى هذه الرسالة و ان يستجيب لصوت العقل ويثمن دور العلاقات بين الشعبين ويقلب المصلحة العامة على النزاعات والحروب لان الواقع والمشهد فى الساحة الا ن لا ينذر بالخير ولا يجود حتى مؤشر على ذلك فلا بد للحميع الجلوس للتفاوض والوصول الى حل يرضى جميع الاطراف حتى نستفيد من خيرات مياه النيل وتبقى الروح الايجابية هى السائدة بين جميع الاطراف .

موقف مصر من الحرب على إثيوبيا اتسم بالغموض..
على الرغم ان الرسالة التي يود توصيلها الفريق كباشي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعتبر من الأهمية بمكان، خاصة وان مصر هي الدولة التي تدق على طبول هذه الحرب وتسعر الأرض بالمواقف الاعلامية الداعمة للمكون العسكري ، الا ان الموقف المصري كان مخيباً للامال ومحبطاً من الدرجة الأولى، فقد ركز الرئيس السيسي على انشودة العلاقات التاريخية بين البلدين، وهي عبارة ومفردة تصلح في الغزل السياسي، ولكنها لم تحدد موقفاً واضحاً من الحرب المحتملة مع إثيوبيا، ولم يطلق الرئيس السيسي اي وعود تذكر سوي الترديد بأن بلاده قلقة من الذي يحدث ، لذلك سوف يعود الفريق كباشي من مصر بخفي حنين ويكون على الفريق برهان (وزن) معادلة الحرب بعد استبعاد متغير السيسي ..

والرئيس السيسي خيب آمال الفريق برهان كما فعل سلفه حسني مبارك مع النميري في عام ٨٣، حاول الرئيس النميري توظيف اتفاقية المشترك التي وقعها مع مصر ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، الرئيس النميري زعم انه يحارب إثيوبيا بقيادة مانغستو هايلي مريام وبأن الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق هي مجرد مخلب قط، ولكن الرئيس مبارك كان يرى ان تلك الاتفاقية لا تنطبق على الحركة الشعبية ووصفها بأنها فصيل سوداني لا تقبل مصر بمحاربته بحجة تطبيق بنود اتفاقية الدفاع المشترك..

مصر لم تمنح تاييدها للحرب ضد إثيوبيا لأنها لا زالت تراهن على نجاح مهمة التفاوض معها حول قضية سد النهضة، كما أن مصر لا تغامر في الحروب الغير مضمونة النتائج على عكس القادة العسكريين السودانيين الذين يرون ان الحرب تضفي شرعية على تمسكهم بالسلطة ، حتى في الملعب الليبي حافظت مصر على الإبتعاد من ملعب الحرب المباشرة ضد حكومة طرابلس في الغرب ، وكلنا نعلم ان التحولات الإقليمية بخصوص الحرب مع إثيوبيا لا زالت غير معروفة، ويبدو القادة العسكريين

السودانيين مبتهجين بقدوم هذه الحرب، فهم يرون فيها منفذاً للفرار من الاستحقاقات السياسية في الداخل، ولكن الرئيس السيسي كان أكثر براغماتية في التعامل مع هذه وان فتح الباب لوسائل الإعلام المصرية لدعم وجهة النظر السودانية ، فهو رفض المشاركة في حرب اليمن على الرغم من السخاء الخليجي على بلاده، فهو بالحياد في الصراع مع إثيوبيا، لن يوفر مساحة لتركيا لتنقل ساحة المعركة من طرابلس الي أديس أببا..

مصر سوف تقدم نفسها كوسيط يقبله العسكر السودانيون خوفاً وطمعاً، فالسودان هو ورقة تفاوض مصرية مع إثيوبيا، فذاكرة المصريين في حرب اليمن ايام عبد الناصر لا زالت محتفظة بالصورة الكارثية لمشاركة الجيش المصري في حرب تقع خارج حدوده.كما ان اتفاقية التسليح مع الولايات المتحدة تحظر على مصر استخدام الأسلحة الأمريكية ضد دولة صديقة لها…

ختامااا… هذه دعوة لجميع الاطراف فى السودان ومصر واثيوبيا لابد ان يحتكم الجميع الى صوت العقل والابتعاد قدر المستطاع من مربع الحرب التى تلوح ف الافق نسال الله ان لا تقوم وان تقوم العلاقات على طبيعتها فان الحرب لا اتخدم قضية ولا تؤدى الى الخراب والدمار والهلاك ..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد