والشاهد أن هذا السلوك البغيض وإنتشاره كما النار في الهشيم، كان للصحافة الرياضية الأثر الكبير فيه، حيث إنصرفت الصحافة الرياضية عن أداء دورها المنوط بها في ربط نسيج المجتمع الرياضي ونشر أواصر المحبة فيما بينه، بل تحولت إلي صحافة مشجعين أكثر منها صحافة مهنية ، وبذلك ورثنا عبئاً جديداً يضاف إلي كاهل رياضتنا المثقلة بالأعباء سلفاً، حتي أصبح التنافس بين الأندية الرياضية ومشجعيها أشبه بالحرب الضروس بين عدوين، والتي تستخدم فيها كافة الأساليب المشروعة وغير المشروعة !!! ومن الآثار المباشرة لهذا التعصب أيضاً، والتي ربما لايلقي الكثير من الناس إنتباهاً لها، هو عزوف الكثير من المشجعين بمختلف أعمارهم عن تشجيع الأندية السودانية وإتجاههم إلي تشجيع الأندية الأجنبية، والمضحك أنهم إتجهوا لإنشاء روابط ومجموعات علي شبكة الإنترنت لتشجيع هذه الأندية ( الريال، برشلونة، البايرن، شيلسي، مانشيستر يونايتد ….إلخ مثالاً حياً لذلك)، وقرأنا وشاهدنا العديد من المهاترات اللفظية وغير اللفظية التي تنشب بينهم حتي أننا في بعض الأحيان نكاد نظن أن أولئك المشجعين يحملون جنسيات دول تلك الفرق !!!، فهل يعقل أن يتعصب أولئك المشجعين لتلك الفرق أكثر من رعايا دولها؟… فما السبب في ذلك؟…….
علي كل فإننا مطالبون بالبحث عن مشاكل التعصب في الملاعب الرياضية وإجتثاث أسباب وجودها، وفي هذا الجانب فإن الصحافة الرياضية المهنية والراشدة يقع علي عاتقها العبئ الأكبر، حيث أننا نؤمن تماماً بأنه وفي مقابل فئة الصحفيين الرياضيين المتعصبين، توجد فئة مازالت المهنية عنواناً لها وخطاً ثابتاً تسير عليه، ونحن نحييها علي إلتزامها بذلك الخط، ونؤمل عليها كثيراً في بث ثقافة التشجيع ونشر قيم المجتمع الفضيل بين فئات المشجعين بمختلف ميولهم.
ودمتم
قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
اترك رد
إلغاء الرد
يجب اعادة النظر في مؤهلات وقدرات واخلاقيات من يسمح لهم بالكتابة في الصحف الرياضية وان يلجم كل من بخرج عن الجادة. لا بد للكاتب من مشروع و رؤية وفكر و هدف وقدرة للوصول لذلك الهدف . لا للتهريج ، لا للسخرية ، لا لغياب الوعي والصمير والخلق السوي.ارحمونا يرحمكم الله الرياصة هي متنفسنا الوحبد لا تحبلوها مسخرة . عليكم بالمفبد البناء..
الانحدار الأخلاقي والثقافي والرياضي وحتي المجتمعي ظاهره طبيعيه للأوضاع السياسيه والاقتصاديه في السودان – وليس هنالك مجال للإصلاح حتي يأتي جيل جديد تحت ظروف افضل وينشاء بطريقه سليمه